لا أدعو إلى رفض مسعى الدكتور محمد البرادعى إلى الترشيح لرئاسة الجمهورية، إن كان هو يسعى بالفعل، فهذا حق لأى مواطن يرى فى نفسه كفاءة الترشيح، لكن أشياء عديدة تبعث إلى التأمل فى مشهد الحديث عن ترشيحه، زادت بعد قدومه الى القاهرة يوم الجمعة الماضي، أول هذه الأشياء هى، فكرة الارتباط الكامل بالشخص، والتعامل معه بوصفه حصان التغيير الذى يملك أدواته الكاملة والفاصلة، وفى هذا الجانب بالذات قد يتم تأجيل أسئلة معلقة حول هذا الشخص فيما يتعلق ببرامجه وأشياء أخرى أساسية فى القدرة على التعامل مع مشاكل مطروحة ومزمنة،ووصلت الى حد اليأس الشعبى فى حلها.
أكثر القضايا ألما فى السعى إلى التغيير تتمثل فى الشحن النفسى الهائل للناس فى اتجاهات محددة على أنها القادرة على إحداث هذا التغيير، وقد يؤدى هذا الشحن الى ارتفاع شحنة الحلم يوما بعد يوم بالدرجة التى يعد معها الإنسان الأيام الباقية للتغيير على أصابعه، ومع مرور الأيام وفقدان أى بارقة أمل فى التغيير يأتى الإحباط الذى قد يصل مع الوقت إلى يأس كامل، وبالإحباط واليأس نشهد المزيد من الأمراض الاجتماعية والسياسية التى تصب بالمصلحة فى حجر المتاجرون بآلامنا صباحا ومساء.
ليس معنى ما أطرحه هو أن يتخلى أحد ممن تداعبهم أحلام التغيير، واعتبار الدكتور البرادعى هو الرمز النابض لذلك، لكن ما أتخوف منه هو رفع شحنة الأمل إلى الحد الذى يتصور فيه العامة من الناس أن الرجل فى يديه كل أدوات السحر لحل أزماتنا، ثم يكتشفون فى جولة أخرى أنه لا جديد، ولهذا أدعو كل النخبة التى أيدت الرجل وهذا حقها أن تفكر فى صيغة أكثر رشدا فى التعامل مع فكرة ترشيحه، ليس بمعنى رفضه، وإنما بالبحث عن أدوات تفكر النخبة من خلاله فى طرح برنامج يسير عليه البرادعى وغيره.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة