قبل أيام قليلة كتبت عن الشيخ سلطان القاسمى حاكم الشارقة، وأعود مرة ثانية بعد ما ذكره فى الاحتفالية التى عقدتها دار الشروق لكتاب "سرد الذات"، والذى يروى فيه الشيخ سلطان القاسمى حاكم الشارقة سيرته الذاتية..
قال القاسمى متذكرا عم إبراهيم بواب العمارة التى كان يسكن فيها فى الدقى أثناء دراسته بكلية الزراعة جامعة القاهرة :" حكاية عم إبراهيم حارس العمارة لا توجد فى كتاب سرد الذات، فلم أستطع أن أنزعها من قلبى وأضعها فى كتاب، فهى قصة حبى لمصر".
وأضاف القاسمى: "عم إبراهيم مثل كل المصريين كريم وشهم، فهو الذى أعطانى المال حين تأخرت الحوالة البنكية دون أن يجرح مشاعرى .. لقد عشت فى هذا البلد لم أجرح فيه أو أهان، وما تعلمته فى مصر خلال دراستى فى كلية الزراعة كثير، هو دين فى عنقى أحاول أن أسدده ".
ذكرتنى كلمات سلطان القاسمى بلقاء لى منذ سنوات بالرئيس أحمد بن بيلا زعيم الثورة الجزائرية وأول رئيس جزائرى بعد الاستقلال، أطل الرجل من شرفة الفندق وقال لى :" نفسى أمشى فى شوارع مصر وأحكى لكل واحد قصة مساعدات مصر وعبد الناصر للجزائر، نفسى أحكى الكلام ده للواقف أمام عربة الفول، واللى ماشى فى الشارع يبحث عن لقمة العيش، أقول له مصر لم تتأخر عن الجزائر"، كان الرجل يقول هذا الكلام وهو ينظر إلى مياه النيل ويعبر عن حبه لمصر بعشق صوفى.
سمعت مثل هذا الكلام من شخصيات عربية أخرى ، بعضها كان مسئولا فى بلاده وبعضها مشغولا فى قضايا الفكر والثقافة، ورأى فى مصر ارتكازا للثقافة العربية، وكما قلت فإن كل هؤلاء عاشوا رصيدا هائلا لمصر فى كل البلاد العربية، وكما ذكرت فى مقال سابق فإن هذا الجيل فى طريق الغروب بحكم السن، فهل هناك أجيال جديدة تحب مصر كما أحبها هؤلاء؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة