لم يستطع الدكتور على الدين هلال، أمين الإعلام بالحزب الوطنى الحاكم فى مصر، أن يخفى غضبه من عدم إعلان الحكومة عن الحداد رسميا على وفاة فضيلة شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوى، الدكتور على لم يقتصر على هذا النقد وإنما أبدى تعجبه من عدم إرسال وفد مصرى رسمى رفيع المستوى إلى السعودية للمشاركة فى تشييع جنازة الرجل.
الدكتور على الدين هلال ليس من دوائر صنع القرار فى مصر، لكنه قيادى بارز بل من الصفوف الأولى لقيادات الحزب الوطنى الذى هو يشكل الحكومة، بحكم أنه الأغلبية فى البرلمان والشورى والمحليات وفى كل شئ، وما ذكره من انتقاد يكشف عن أشياء مؤسفة فى طريقة سير مؤسسات الدولة، فمعنى أن لا يتم إعلان الحداد على الرجل الذى يعد الرمز الإسلامى الأول فى مصر، وأحد أكبر الرموز الإسلامية فى العالم كله، يعنى أننا أمام حكومة لا تعرف قيمة أن تصدر للعالم أنها تنظر إلى هذا الرمز بكل جلال وتقدير، وأن هذا الجلال والتقدير مستمد من كون الرجل شيخا للأزهر، الذى هو قبلة العالم الإسلامى فى تحصيل العلوم الشرعية والفقهية الإسلامية، ولأنه الأزهر فمن الضرورة أن يعرف العالم كم تجل الحكومة، قائده الأول حيا وميتا.
لا يخفى على أحد أن أجهزة الدولة الحكومية فى مصر مشغولة كل الانشغال بمرض الرئيس مبارك، شفاه الله وأعاده إلى وطنه سالما طيبا، وربما يكون هذا الانشغال أنسى المسؤلين الطريقة المثلى فى التعامل مع خبر وفاة الشيخ، لكن يبقى هذا الانشغال بمثابة المبرر الذى يكشف كم من الأولويات فى تسيير أمور الدولة تضيع، لو غاب الرئيس عنها.
انتقلت سلطة تسيير أمور الدولة بحكم الدستور إلى الدكتور أحمد نظيف، رئيس الوزراء، فهل لم يع نظيف القيمة التى يمثلها شيخ الأزهر فى العالم الاسلامى، وبالتالى لم يعلن الحداد عليه، أم أنه غير مدرب على مثل هذه القرارات ؟.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة