مدحت حسن

لماذا لا يظهر البرادعى فى التليفزيون المصرى؟

الخميس، 04 مارس 2010 07:28 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يدير أهم القطاعات فى التليفزيون الرسمى حاليا اثنان من صناع الإعلام الخاص اللذان صنعا فيه شهرتهما وبريقهما، الأول المهندس أسامة الشيخ وهو اسم كبير وله حضور فى صناعة النجاح التليفزيونى، وله تجارب مميزة جدا فى "إيه أر تى" و"دريم" و"الراى"، ويتولى الآن منصب رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وهو الموقع الأهم، والأكثر تأثيرا فى مبنى التليفزيون الحكومى والمسئول فيه عن كل ما يقدم ويبث عبر الإعلام المرئى والمسموع.
والثانى عبد اللطيف المناوى وهو إعلامى متميز ترك بصمة عندما كان يتولى مسئولية مكتب جريدة الشرق الأوسط السعودية بالقاهرة، ونجح وقتها فى أن يحقق تمييزا كبيرا فتح أمامه الطريق، ليصبح رئيسا لقطاع الأخبار بالتليفزيون المصرى، وهو القطاع المنوط به وضع السياسات حول كل ما يتعلق بالأخبار وتقديمها مرئية ومسموعة فى التليفزيون والإذاعة المصرية، إذن ماذا ننتظر كمتابعين عندما تكون المسئولية بين يدى اثنين نثق تماما فى قدراتهما وأفكارهما وتحررهما من عقلية العمل الحكومى وإعلام الصوت الواحد.
بالتأكيد ننتظر تطويرا كبيرا وأداء مستنيرا ومتابعة لكل شىء حتى لو كانت لا تتفق مع وجهة النظر الرسمية، وعلى مدار الأسبوع وقبيل عودة الدكتور البرادعى من النمسا، وهو محط احتفاء من جانب الفضائيات المصرية الخاصة والعربية، وبالرغم من أن البرادعى لم يقل شيئا فى كل حواراته يختلف عما أعلنه قبل شهور، وأرى أنه كان دبلوماسيا جدا فى جميع لقاءاته، ولم أجد فى أى منها ما يستحق أن يمنع الرجل من أن تكون إطلالته الأولى فى التليفزيون الرسمى، فماذا حدث بعد أن هدأت الضجة حول ظهور البرادعى فى المحطات المختلفة، النتيجة الواضحة جدا هى أن التليفزيون الرسمى تراجع للوراء خطوة جديدة مفسحا الطريق أمام الفضائيات الخاصة لتحقيق نصر إعلامى هو فى الحقيقة لا مضمون له، ولكنها بدت أمام المشاهد العادى، وكأنها تحقق انفرادا تلفزيونيا أمام منافسها الحكومى، فقد كنت أنتظر أن يكون التليفزيون أذكى من ذلك، ويقدم على إرسال كاميرا للمطار، ومتابعة ما يقوله البرادعى ويدعوه لحوار فى أحد برامجه ويعرض تصريحاته التى لا أرى أنه تختلف عن رأى الكثير من القوى السياسية بما فيها بعض الأصوات داخل الحزب الوطنى نفسه، وحتى لا يحصل البرادعى على بريق إعلامى دون أن يقدم شيئا حقيقيا على أرض الواقع، وقد أكد ما حدث أنه إذا لم تكن العقول المخلصة القادمة من خارج المبنى قادرة على أن تفرض أفكارها التنويرية على العاملين فى التليفزيون الحكومى، فبالتأكيد سنكون قد خسرنا مرتين الأولى عندما فقدنا هذه الكوادر فى أماكنها الأصلية، والثانية عندما يتأكد للجميع أن التليفزيون الرسمى بتقاليده الراسخة سيقف ضد كل العقول التى تعمل على تطوره.

• كاتب صحفى بالأهرام.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة