غادة عبود

ما نبغى السياحة فى مصر!!!

الجمعة، 02 أبريل 2010 07:36 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وقبل ما يدخل الصيف ويهل الموسم السياحى الذى يجذب إلى مصر السياحة الخليجية، حابة أقف شوية عند التجربة السياحية فى مصر وبكل صراحة، حقيقى مهما اتملت شوارعك يا مصر من أبناء بلدى والمنطقة الخليجية، بقول لأ المفروض إن كل السياح اللى رايحين أوروبا أو لبنان يجوا مصر لأن مصر بتقدم وجبة منوعة من الاختيارات لا يمكن ومن المستحيل توفرها فى أى بلد تانى، فعدد السياح مش كفاية، المفروض أن تستقبل مصر أضعاف ذلك!!!
ليه يروحوا بيروت أو دبى؟ أيه اللى عاجبهم فى لندن أو باريس؟ ما من القاهرة ساعتين وتبقى فى أحضان سواحل البحر الأبيض المتوسط، أو 45 دقيقة بالطيارة وتنعم بترف سواحل البحر الأحمر!!! هذا غير القاهرة متعددة الوجوه من نسمات الحب المسروق على كوبرى قصر النيل، لركوب الخيل فى أعتاب الهرم المهيب والبدر منور يحيى الفارس والفرس، ومرورا بالمراكب النيلية التى تصدح طربا على أنغام أم كلثوم وعبد الوهاب وحتى سعد الصغير، ثم فنجان شاى بالنعناع وحالة السكون الروحانية فى الحسين، كل ده هايل.. رهيب... ممتاز.
وقبل بداية كل صيف اسأل الزملاء والأصدقاء ومن جنسيات وطبقات اجتماعية ومادية مختلفة وفى حماس أعرض عليهم، "ها، رايحين مصر؟" يردوا فى أسف "مصر حلوة، بس مستوى الخدمة السياحية يعكر صفو كل شىء".
وخدو عندكم بعض التجارب:
تدخل الفندق وكل واحد يتلم على شنطة يدوبك حركها من الشمال لليمين ويستلمك كل 30 ثانية "كل سنة وأنت طيب يا باشا!!" يعنى عايز بقشيش، تطنش مرة واتنين ويصر هو "كل سنة وأنت طيب يا باشا!" لغاية ما تديله فلوس يبص فيها ولو ماعجبوش لازم يبين لك يعنى أنه هو مضايق، شوية تلاقى حد خامس برضه واقف على ودانك عشان مسك الشنط وحطهم فى مكانهم ويبتدى مقطوعة "كل سنة وأنت طيب يا باشا" وأنت داخل وخارج وعلى مدار 24 ساعة. فغصبن عنه أى سائح سيشعر بأنه ضحية "كل سنة وأنت طيب يا باشا" ويشعر بأنه مكنة لسحب الأموال لا أكثر وبأسلوب منفر ومستفز.
ننتقل إلى خدمة الغرف، تتكلم فى التليفون تتطلب شاى.. وتنتظر لساعة كاملة، ما يجيش الشاى، تتكلم تانى يرد عليك صوت يؤكد لك أن الأوردر طلع. تستنى نص ساعة كمان، يرد عليك نفس الصوت يحلفلك الأوردر طلع وبعد فين وفين يجيلك الشاى زى الماء الفاتر وتمضى على كباية الشاى 40 جنيها هذا غير ضرائب كدة مش فاهمها، وبدل "كل سنة وأنت طيب يا باشا!!".
التاكسى والسياح، وما أدراك بالتاكسى، والحمد لله لظهور ألوان تاكسى جديدة بها عداد ولكن ليس كل سائح سيفهم الفرق. عادى جدا فى مشوار من الزمالك للمهندسين يطلب التاكسى 20 جنيها، أول ما يتضحله أنك من الخليج وسائق التاكسى من أكثر الناس فطنة، هى نظرة واحدة يعرف أنت منين ومن أنهى حى كمان، يا سلام بقى لو دفعت مثلا 10 جنيهات ووقف صاحب التاكسى وخرج من العربية يتخانق عشان ما ينفعش ياخد على قفاه!!
طيب تروح تاكل فى حتة، يقف لك مدير المكان والمكان كراسيه فاضية كلها، يسألك فى حجز؟ لأ، معلش أصل المكان محجوز، طيب احنا هنقعد ربع ساعة والمكان فاضى أصلا!! لأ ما ينفعش وكمان فى منيمم شارج 150 جنيها! على راسنا بس أنت بس عايز تقعد لغاية معاد السينما، مناكفات لا تنفك وتأكيد لا ينقطع مع موضوع "مينمم شارج" من مكان لآخر لغاية ما ييجى معاد السينما، وكله يهون عشان الزعيم واللمبى وأحمد حلمى.
نروح لغاية الهرم، لأ ماليش دعوة بشارع الهرم، الأهرامات قصدى، حقيقى لغاية دلوقتى مش عارفة أحل معضلة الثمن الأصلى لركوب الخيل كام؟ هى 100 جنيه؟ ولا 70؟ ولا 20 جنيها، أنت عمرك ما بتعرف!! وتفضل تفاصل وتفاصل.. ده غير جماعة " 5 باوندز أونلى" عشان ورد ولا صورة ولا حاجة كدة أنت مش فاهمها.
المثير للتعجب هنا، أن فى مصر أماكن لا تستقبل السياح أبدا وهى خاصة بطبقة معينة من المصريين، هناك بقى تروح تلاقى خدمة مفيش زيها فى أى حتة فى الدنيا وكل شىء بشياكة عظمى، والناس اللى بيشتغلوا فى غاية الترحاب ومنتهى المهنية الخدمية، بستغرب جدا هو لما فيه مستوى خدمة فى مصر يضرب أى بلد، ليه مش بتلاقيه فى الأماكن السياحية؟ ما هو مستوى الخدمة والنضافة هايل ومفيش أبدا "كل سنة وأنت طيب يا باشا"!!! فين ده من الأماكن السياحية؟ ليه الناس دى مش هى واجهة البلد؟ وهل التعامل سيكون مختلفا لو أفصحت أنى لست مصرية؟
مصر عندها كل حاجة، وكل الناس بتحب تيجى مصر وترجع تتفسح وتنبسط فى مصر، بس كان عدد السياح هيكون أضعاف مضاعفة وكل الأفواج التى تتوجه إلى بلدان عربية أخرى، مصر أولى بها وأهو رزق الناس الطيبين، فقط لو كان هناك "معايير للتعامل مع السائح العربى والأجنبى" يتم مراجعتها والوقوف عندها والتصليح منها.
على فكرة لوزارة السياحة أرجوكم بلاش الإعلان بتاع الشوبنج ده، عشان أصلا بلادنا ماليانة أسواق، ياريت لو تركزوا على مستوى معاملة السياح بدل البنجى جمبينغ. وشكرا.
* إعلامية سعودية








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة