سعيد الشحات

حزب الوسط بأمر الواقع

الثلاثاء، 20 أبريل 2010 12:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سألت النائب البرلمانى حمدين صباحى قبل شهور عن الخطوات المستقبلية لحزب الكرامة «تحت التأسيس»، وقت أن كان هو وكيلا لمؤسسيه، فقال، نحن نتعامل على أن حزبنا موجود، وله أعضاؤه وهياكله ونوابه فى البرلمان، ولن نتقدم إلى لجنة الأحزاب من جديد بعد أن رفضته.

أذكر رأى حمدين، بمناسبة تقرير هيئة مفوضى الدولة الصادر أمس الأول مؤيدا قرار لجنة شؤون الأحزاب، فى رفضها لحزب الوسط بقيادة المهندس والقيادى السياسى البارز أبوالعلا ماضى، وجاء الرفض لأسباب تتمثل فى أن الأفكار التى شملها برنامج الحزب جاءت تكرارا وترديدا لما احتواه العديد من البرامج السياسية للأحزاب القائمة، وهى أسباب تفقد قيمتها وجديتها لو نظرنا إلى معظم الأحزاب الموجودة حاليا بموافقة لجنة شؤون الأحزاب، فهى أحزاب على كثرتها لا يعرف منها الناس أكثر من ستة، هى الوطنى والتجمع والوفد والناصرى والجبهة والغد، والمأساة أن معرفة الناس بهذه الأحزاب لا تعود إلى إعجابهم مثلا بتفردهم فى الممارسة الحزبية، أو لأن لها برامج سياسية وفكرية خلاقة، وإنما لصخب عام فى حياتنا السياسية يدفع بذكر أسماء هذه الأحزاب فى أجهزة الإعلام المختلفة.

أما باقى القائمة فلا أحد يعرف منها شيئا، رغم أن عددها يبلغ 17 حزبا تقريبا، أعطتهم لجنة الأحزاب الموافقة حتى يتم التشدق بها كديكور للديمقراطية، وتجتمع هذه الحالة مع بعضها لتؤكد فساد ما وصلت إليه لجنة الأحزاب فى شأن رفضها لحزب الوسط، فأسباب الرفض تحتاج إلى أن ننتزع عقولنا من رؤوسنا، حتى نصدق أن حزب الوسط ومن قبله حزب الكرامة تم رفضهما مثلا، لأنهما لم يتقدما ببرنامجين سياسيين يحتويان على أفكار جديدة، أسوة بأحزاب مثل الأمة والمحافظين والجيل وغيرها من الأحزاب التى لا يعرفها أحد، ألا يعقل أن الحزبين بما فيهما من كوادر سياسية وفكرية وعلمية لم يصلا حتى فى درجة التفكير إلى تجمعات الأهل والشلة، التى تقوم عليها أحزاب الدكاكين بموافقة لجنة الأحزاب؟.

ومع التصميم الرسمى على إعدام حزب الوسط، يبقى أن المطروح على قياداته هو كيفية مواجهة هذا التصميم بتحدى البقاء، بإبداع صيغ مشابهة لما يفعله حزب الكرامة، كالدفع بكوادر فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، والتقدم مثلا بمشروع لتأسيس صحيفة، وأساليب أخرى تجعل من الوسط حزبا موجودا بأمر الواقع وليس بقرار لجنة شؤون الأحزاب.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة