مدحت حسن

السينما المصرية قضية أمن قومى

الخميس، 29 أبريل 2010 07:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استبشر عشاق السينما المصرية ومحبو الفن السابع بما شهدته السينما المصرية من إنتاج مميز وراق خلال العام الماضى الذى أنتج فيه مجموعة من أهم الأفلام المصرية التى قدمت فى السنوات العشرين الأخيرة، وبالرغم من تأخر عرض بعض هذه الأفلام إلى بدايات العام الحالى، إلا أنها بالتأكيد هى نتاج العام الماضى أو كما أسماه الكاتب الكبير سمير فريد عام السينما، فقد كان بحق رائعا أنتج فيه أفلام "واحد صفر"، و"إحكى يا شهر زاد"، و"عصافير النيل" و"رسائل بحر"، و"المسافر" و"هليوبوليس" وغيرها من الإبداعات الراقية جدا التى تكالبت على عرضها، ومازالت المهرجانات العربية والدولية.

وقد كنا نأمل بعد هذه الطفرة النوعية أن يكون هذا العام امتدادا للعام السابق أو على الأقل يحمل جانبا من جينات هذا العام المميز، ولكن للأسف يبدو أن الرايح دائما تأتى بما لا تشتهى السفن، فها نحن بعد أن مر ثلث العام لم يتم عرض أى فيلم من إنتاج العام الحالى يستحق أن يحمل لقب فيلم، وكل ما عرض هو امتداد لأفلام العام الماضى التى لم تجد منفذا للعرض، والمشكلة الأكبر أن أغلب الأفلام التى يتم الإعداد لعرضها فى موسم الصيف تنتمى أغلبها لموجات الأفلام السطحية التى سادت لسنوات بحثا عن معيار مادى للتقييم، وفى رأيى أن المشكلة ستظهر بشكل أكبر مع نهايات العام الحالى، عندما نجد أن العام قد أوشك ولا نجد أفلاما تستحق أن تمثل مصر فى المهرجانات الدولية بما فيها مهرجان القاهرة.
لى تجارب سنوية كثيرة فى ترشيح أفلام مصرية للمشاركة فى عدد من المهرجانات العربية ومنذ أسابيع أطوف مع مسئولى بعض المهرجانات الصيفية بحثا عن أفلام مميزة تصلح لتمثيل مصر، وتدور الترشيحات كلها فى الأفلام التى عرضت العام الماضى والتى شاركت بالفعل فى عدد كبير من المهرجانات الدولية والعربية، وهو ما يجعل مشاركتها فى مهرجانات جديدة مسألة صعبة جدا، وحتى لو سمح بمشاركتها فسيكون على حساب حرمانها من الاشتراك فى المسابقات الرسمية.

وفى رأيى أن المشكلة لها شقان الأول خاص بموزعى ومنتجى السينما الذين دمروا صناعة السينما والذوق العام خلال السنوات العشر الأخيرة طمعا فى البحث عن الملايين، والشق الثانى هى الدولة التى تتعامل مع السينما باعتبارها ترفا وترفيها، بينما هى فى الحقيقة تعد أحد خطوط الدفاع الأساسية عن الثقافة المصرية وتأصيلها فى العالم، ولا أبالغ إذ أرى أن السينما المصرية هى قضية أمن قومى تحتاج لجهد حقيقى ومسئولين يدركون قيمة وتاريخ وتأثير هذا الفن، ويعرفون ما حققته السينما لمصر خلال مائة عام، الفرصة ما زالت قائمة، وأتمنى ألا نهدرها مثلما نهدر كل المقومات الجميلة التى نمتلكها.

• كاتب صحفى بالأهرام








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة