الضجة عامة فى مصر بما أثير حول زيارة وزير التربية والتعليم الدكتور أحمد ذكى بدر لمدرسة الخلفاء الراشدين النموذجية بمحافظة حلوان، وقرر الوزير على إثرها نقل كل طاقم المدرسة وعدده 102 ما بين مدرس وإدارى إلى محافظة المنيا والفيوم، فيها تفاصيل كثيرة، لكن أكثر ما استوقفنى فيها الكلام الذى قيل حول أن المدرسة عبارة عن مبنيين، وعدد الطلاب 1500 طالب، وعدد العمال الذين يقومون بتنظيف المدرسة عاملان فقط، وأن المدرسين قاموا باستئجار عاملين آخرين على نفقتهم الخاصة.
من بين كل التفاصيل أتوقف عند نقطة، وهى عدم وجود عمالة كافية للنظافة، وهى تدخل فى سياق عملية أشمل وأكبر، وتتمثل فى القرار اللعين الذى أصدرته الحكومة منذ سنوات بمنع التعيينات بحجة أن أجهزة الدولة متضخمة بالعمالة، وأن الميزانية العامة لا تسمح بتعيينات جديدة.
صدر قرار عدم التعيين من حكومات لا تملك أدنى مسئولية فى حل مشكلة البطالة، وكل ما يهمها هو تسديد خانات مملوءة بالأرقام عن قلة العجز فى الموازنة، وأشياء اقتصادية أخرى، وأثر هذا القرار اللعين على كل شىء فى مناحى الحياة المصرية، وصدقونى فإن أمرًا مثل الذى وجده وزير التربية والتعليم لا ينفصل عن ذلك، فأى حكومة تلك التى لا تعى أن توفير عمالة فى المدارس بقدر ما يؤدى إلى نظافتها، سيؤدى إلى فتح بيوت من الأجر الذى سيتقاضاه هؤلاء العمال.
وفى قلب هذه القصة، هل من المنطقى أن يصل الأمر إلى أن المدرسين يقومون بتحمل نفقات استئجار عاملين من أجل تنظيف المدرسة؟ بأى منطق يتم ذلك؟ وفى أى أعراف يحدث أن يقوم عاملون بمثل هذا الإجراء، وفى تقديرى أن من يفعله يستحق الثواب.
ما قام به وزير التربية والتعليم من زيارة مفاجئة، هى جرس إنذار بالفعل، وخطوة تستحق الإشادة، لكن بقدر ذلك على الوزير أن يعمل على توفير ما تحتاجه المدارس من إمكانيات حتى يكون الحساب صحيحًا.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة