«اليوم السابع» فى قرية المهدى المنتظر المزعوم بالفيوم

الخميس، 20 مايو 2010 09:50 م
«اليوم السابع» فى قرية المهدى المنتظر المزعوم بالفيوم محمد عبدالتواب
رباب الجالى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ الأهالى يطالبون الشرطة بالتدخل لوقف الخرافات.. وسكان القرى المجاورة يحكون الأساطير حول قدرته على شفاء الأمراض

إذا وقف فرد وادعى أنه قرد فهو فى النهاية شخص قد يكون مختلا أو مجنوناً.. أما إذا التف حوله المئات وألقوا إليه بالموز فهذه ظاهرة تحتاج للمناقشة.. وما حدث فى قرية الصبيحى الغربى إحدى قرى مركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، من قيام أحد أبنائها بالادعاء أنه المهدى المنتظر، يحتاج وقفة ودارسة ليس بسبب سلوك المدعى وإنما لتوافد أعداد من المرضى عليه للاستشفاء والمباركة به، كما أن عدم اتخاذ الأمن أى رد فعل تجاه محمد عبدالتواب، الذى يدعى أنه المهدى المنتظر، آثار العديد من التساؤلات، خاصة أنه يتهم عمه بأنه المسيخ الدجال وحاول هو وشقيقه قتله، بالإضافة إلى أن استقباله للعديد من المرضى ببركاته يضعه تحت طائلة القانون.

الصبيحى قرية بسيطة مثلها مثل معظم قرى الريف المصرى، الطريق إليها غير ممهد ويبلغ عدد سكانها 10 آلاف نسمة يعتمدون على الزراعة بشكل رئيسى، ويهاجر معظمهم من القرية فى فصل الصيف لعدم وصول مياه الرى لأراضيهم لوقوعها فى نهايات الترع، فيتركونها ويذهبون للعمل بالقاهرة كما أن نسبة كبيرة من أبناء القرية يسافرون بشكل دائم للعمل بليبيا.

وبعد إعلان أحد أبناء القرية أنه المهدى المنتظر كان التفسير الأول لدى الكثيرين أن ذلك راجع لغياب الوعى الدينى، رغم أن القرية بها 10 مساجد ويوجد بها أكثر من مائة شاب من خريجى الأزهر، كما أن هناك أئمة مساجد ودعاة من القرى المجاورة يزورون القرية باستمرار لأداء صلاة الجمعة والحديث فى أمور الدين الإسلامى.

30% من سكان القرية من خريجى الجامعات وبها أطباء ومدرسون وأساتذة بالجامعات، وبها مدرستان إحداهما ابتدائية والأخرى إعدادية ولا تزيد نسبة التسرب من مرحلة التعليم الأساسى بها على 5% وبها وحدة صحية وجمعية زراعية، ويسكنها كبار العائلات مثل الصبيحات وبرعى وسمالوس والنحاس وروزنا، ومستوى الدخل فى القرية متوسط ويوجد بها منازل على أحدث طراز وتعلو أطباق الدش أسطح معظمها.

كل هذه المظاهر الحضارية لم تمنع محمد عبدالتواب، 33 سنة، من الادعاء بأنه المهدى المنتظر.. وهو ما أثار ضجة كبيرة فى القرية خاصة بعد النشر عنه.. وحاول الكثيرون من أهل القرية نفى تصديقهم هذه الادعاءات، مؤكدين أن الذين يقومون بزيارته للاستشفاء والتبرك به من خارج القرية.

وطالب البعض الأجهزة الأمنية بالتدخل خاصة أن عمه الذى يتهمه بأنه المسيخ الدجال، هو فلاح بسيط لا يغادر منزله خوفا من محمد وإخوته.

ويؤكد محمد على، سائق توك توك، من أبناء القرية، أن محمد عبدالتواب كافر ولا يصدقه أحد من القرية أو من يأتون إليه من القرى المجاورة، وقال ساخراً إن آخر شائعة قالها إن الكعبة ستنتقل إلى الصبيحى الجمعة القادم.

محمد فرج، شيخ البلد سابقاً، يوضح أن محمد عبدالتواب كان طبيعيا ولكن بعد سفر شقيقه الأكبر وائل إلى ليبيا تقابل مع رجل من السودان وأعطاه كتابا عن السحر، وبعد عودته للقرية قرأ هذا الكتاب وحضر الجن بالمنزل، ولم يستطع أن يصرفه، وهو الذى يجعله يقول هو وإخوته إنه المهدى المنتظر، وإن لديه جيشا من الملائكة، ويضيف: «محمد كل يوم يصطحب شقيقه الأكبر ويجلسان عند مدخل القرية بحجة أنهما ينزلان جيش الملائكة ويحاربان أعوان المسيح ليمنعهم من دخول القرية، كما أنه يقوم بتشغيل القرآن بصوت مرتفع جداً فى ساعة متأخرة من الليل ويصعد هو وأسرته فوق سطح منزله ويكبرون بصوت عال بحجة أنهم رأوا الملائكة».

محمد سعودى عبدالرحيم، خال محمد عبدالتواب، كشف عن أن محمد كان انطوائياً وليس له أى علاقة بأحد منذ صغره، وكذلك كانت والدته ووالده، فليس لهم علاقة بأقاربهم أو جيرانهم، وفى يوم نشب خلاف بينه وبين عمه وحاول هو وشقيقه وائل قتل عمهما بزعم أنه المسيخ الدجال، ولأننا نعلم بوجود خلاف بينهم بسبب الميراث ذهبنا إلى محمد وأسرته وعرضنا أن يقوم عمهم بدفع ثمن الأرض لكنهم رفضوا، وقال محمد: نحن لا نحتاج للمال ولكن لدينا أوامر بقتله لأنه المسيخ الدجال، وهو ما جعل عمهم يترك أرضه ويتحصن بمنزله خوفا منهم، وعندما أبلغنا الأمن قالوا إن محمد ليس له أى نشاط سياسى ولا يمكن القبض عليه.

ويؤكد محمد سعودى أن الأجهزة الأمنية تطالب أقاربه بالتوقيع على إقرار بعلاج محمد وإخوته، ولكن نحن لا نستطيع فعل ذلك لأنهم أسرة كاملة تحتاج للعرض على الأطباء، كما أن محمد يقنع البسطاء من أهالى القرية بجملة يقولها وهى (لو أنا مش المهدى المنتظر لماذا لم يقبض علىّ الأمن) ويوضح محمد سعودى أن محمد عبدالتواب وإخوته يسيئون لعائلة بأكملها، وأن عمهم الذى يتهمونه بأنه المسيخ الدجال معرض للاغتيال فى أى لحظة، وأكد أن أهالى البلد يذهبون إليه ليس للاستشفاء أو لاقتناعهم به وإنما للسخرية، وطالب بسرعة تكاتف الجهود وتدخل الأمن لإنقاذ القرية من هذ الأسرة وعرضهم على طبيب نفسى.

ومن جانبه أكد الشيخ سليم المنيسير، وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، أنه لا يعلم شيئا عن هذا الشاب، ولكنه يرى هذا الكلام تهريجا وخرافات، وعلى المدعى أن يأخذ وزر نفسه، مشيراً إلى أنه لا يعلم الدافع وراء ادعائه بأنه المهدى المنتظر، موضحا أن الفيوم من المحافظات التى بها نسبة كبيرة من الوعاظ والعلماء وهم من خريجى الأزهر ويبلغ عددهم 765 يعملون بمديرية الأوقاف، بالإضافة لخريجى الأزهر الذين يعملون بالقطاعات الأخرى، وطالب بعلاج هذا الشاب إذا كان يعانى من مرض نفسى، مشيراً إلى أنه سيقوم بالاطلاع على ما يدعيه هذا الشاب ويتخذ اللازم.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة