سعد الدين إبراهيم فى عشق قطر!

الجمعة، 28 مايو 2010 12:06 ص
سعد الدين إبراهيم فى عشق قطر! سعد الدين إبراهيم
محمد الدسوقى رشدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ الدكتور الليبرالى يبشر بقطر كنموذج ديمقراطى ويرى فى الشيخة موزة مبشرة السماء بالحرية ويتغزل فى نوايا الأمير حمد الديمقراطية

هل من الممكن أن يغير الإقصاء نفوس الأشخاص؟ وهل الغربة وأيامها بهذه القوة التى تجعلها قادرة على تحويل المفكر إلى واحد بيقول أى كلام؟ وهل يمكن أن يكون للمصالح كل هذا السحر القادر على تزييف المصطلحات أو «تأييفها» لتصبح على مقاس من لا مقاس له أصلا؟ وهل طبيعى أن تسمع رجلا يشكو لسنوات طويلة من ملاحقته باتهامات دون دلائل، ثم يتحول هو وفى غمضة عين إلى منصة لإطلاق الاتهامات دون دليل أو حتى تفسير على أى شخص تجرأ وذكر اسمه بغير الخير؟..

كل سؤال من الأسئلة السابقة كان يطرح نفسه بقوة على ذهنى عقب كل فقرة أنتهى من قراءتها فى مقال الدكتور سعدالدين إبراهيم الذى نشر فى «المصرى اليوم» السبت الماضى، وأعادت «اليوم السابع» نشره على موقعها الإلكترونى لأنه ببساطة كان يخص اثنين من قياداتها اتهمهما الدكتور سعدالدين إبراهيم بالعمالة للأمن لمجرد أن الأول نشر خبرا عن تلاعبات مالية فى إحدى المؤسسات القطرية التى يتعاون معها الدكتور سعد والثانى حلل من وجهة نظره وبما يكفله له مبدأ حرية التعبير علاقة الدكتور سعد بقطر.. حتى تلك اللحظة لم يكن الخطأ قد ولد بعد فما نشره عبد الفتاح عبد المنعم وسعيد شعيب فى «اليوم السابع» كان مجرد خبر تبعه مقال رأى يحمل وجهة نظر صاحبه وفى الحالتين كان الدكتور سعدالدين يملك حق الرد بتكذيب الأول أو تصحيحه، ومناقشة الثانى وإحراجه.. كما علمنا هو نفسه وكما كتب من قبل وكما كان يطلب من النظام الحاكم وصحفييه أن يجادلوه الرأى بالرأى وأن يردوا عليه الكلمة بالكلمة لا باتهامات الترهيب.

ربما تكون صدمتى فى ما كتبه الدكتور سعدالدين إبراهيم واستخدامه نفس الطريقة التى يتبعها أهل النظام الحاكم فى الرد على خصومهم بتوزيع اتهامات العمالة دون دليل، أكبر من صدمة زملائى أو صدمتكم، لأن الكثيرين تقتصر نظرتهم إلى الدكتور سعدالدين إبراهيم على علاقته المريبة بأمريكا وعلى ما تم ترويجه عن مركز ابن خلدون من كلام جعل منه مركزا مشبوها، ولكن نظرتى للرجل كانت أبعد من ذلك بقليل فهو باحث ومفكر سياسى محترم وله من الآراء حول الديمقراطية والليبرالية وحرية الفكر والرأى ما كان يجعله موضع احترام منى ومن غيرى، ولكن يبدو أن لغة المصالح ولعبة الإقصاء التى تعرض لها الدكتور أثرت فيه كثيرا وفى قدرته على رؤية وتحليل الأمور..

بالنسبة لى يمكننى أن أضع كل هفوات الدكتور سعدالدين إبراهيم بداية من دعوة أمريكا لقطع المعونة ونهاية بدعواته الصريحة للتدخل الأمريكى فى شؤون مصر، على جنب، على اعتبار أنها مجرد وجهة نظر تستحق أن نناقشه فيها لا أن نخوّنه ونتهمه بالتجسس والعمالة للبيت الأبيض، ولكن لا يمكننى أبدا أن «أبلع» ما يقوله الدكتور سعدالدين إبراهيم عن قطر وانبهاره بها كنموذج للديمقراطية، لا يمكننى أبدا أن أخفى صدمتى فى الدكتور سعد حينما أراه يتحدث عن قطر كواحة للديمقراطية وعن الشيخة موزة كمبشرة سماوية بالحرية..

الدكتور سعد فى مقاله المنشور بـ«المصرى اليوم» تكلم عن قطر وعن أميرها وزوجته كنموذج ساع نحو الديمقراطية الحقيقية وحينما أراد أن يدلل على ذلك أخبرنا بأن فى قطر «المؤسسة العربية للديمقراطية».. الدكتور سعد وبكل بساطة اعتبر وجود مؤسسة تحمل ضمن اسمها كلمة الديمقراطية دليلا على وجود نية لدى أمير قطر فى التحول نحو الديمقراطية والتبشير بها، ثم أخذ يعيد ويزيد فى تلك القصة الملولة عن غيرة الدولة المصرية من التحركات القطرية فى المنطقة التى تؤثر على دور مصر، وقد يكون ما يتكلم فيه الدكتور سعد صحيحا، ولكن فيما يخص التحركات فقط التى تبنى كلها على إنفاق مالى رهيب لإقامة المؤتمرات التى يتم فيها استضافة الدكتور سعد وغيره من مثقفى مصر الذين يعودون من هناك وهم يتكلمون عن قطر كأنها واحة وحلم ونموذج ينبغى اتباعه، دون أن يكلمنا أحدهم عن القواعد الأمريكية وفشل مؤتمر الدوحة فى عقد مصالحة فلسطينية وعن العلاقات التى تقوى يوما بعد يوم مع إسرائيل وعن العائلة المالكة التى لا يمكن أن يكتب أحد أو يقول عنها «بم» أو حتى «بم بم»!

خطأ الدكتور سعد ومن معه من محبى الشيخة موزة أنهم حاولوا المقارنة بين نظامين (القاهرة والدوحة) متشابهين فى شموليتهما وبعدهما عن الديمقراطية وكرههما لحرية الرأى.. وإن كانت القاهرة تتفوق على الدوحة فى المكانة والقدرة على إحداث الفارق والتأثير حينما تتدخل بثقلها.

خطأ الدكتور سعد ومن معه الذاهبون والراجعون من وإلى الدوحة أنهم دائما ما يستخدمون قناة الجزيرة للتدليل على وجود حرية رأى فى قطر دون أن يضعوا فى حسبانهم أنهم يروجون لنموذج كارثى لحرية الرأى والتعبير نموذج يقوم على الردح ومناقشة كل القضايا الخاصة بكل الدول ماعدا دولة التمويل.

خطأ الدكتور سعد أنه قال وبالفم المليان وبكل ثقة إن الشيخ حمد بن خليفة، أمير قطر، ورئيس وزرائها الشيح حمد بن جاسم لهما مواقف مستقلة فى المنتديات العربية والدولية، وهو قول لم يدلل عليه الدكتور سعد بنموذج واحد أو حادثة واحدة وهو قول مضحك ومثير للقهقهة حينما يصدر من رجل يعلم عن ظهر قلب وكتب من قبل أن أنظمة الحكم العربية أبعد ما تكون عن الاستقلالية والديمقراطية وكل تلك الأشياء الحلوة التى كان ينادى بها الدكتور سعد.

خطأ الدكتور سعد أنه اعتبر وجود بعض الشخصيات القطرية التى تطالب بالديمقراطية دليلا على ديمقراطية الدولة وتناسى تماما أن أعداد الذين يطالبون بالديمقراطية فى مصر أضعاف الشعب القطرى نفسه..

خطأ الدكتور سعد وهو المفكر السياسى البارز أنه اختزل المعركة فى فضائية الجزيرة واعتبرها دليل تفوق قطريا على مصر رغم أننى على يقين أن الدكتور سعد لو ظل يدافع عن قناة الجزيرة لمدة عشر سنوات فسيفشل فى إقناع الناس بأنها النموذج الحق للإعلام الديمقراطى لأنه لا توجد حرية فى إعلام خطوطه الحمراء قريبة جدا وتسكن قصور العاصمة الدوحة حيث توجد خزانة التمويل والتوجيه..

آسف بشدة يا دكتور سعد.. أنت لم تنجح فى إقناعى هذه المرة، آسف بشدة لأننى لن أصدقك مجددا حينما تتكلم عن حرية الرأى والتعبير أو تطلب من أحدهم أن يرد عليك الكلمة بالكلمة.. آسف بشدة أن أخبرك أنك لا تختلف كثيرا عن النظام المصرى الذى تتهمه بالفاشية والديكتاتورية وهذا اتهام دليله واضح وموجود ويمكنك أن تعود لمقالك الذى وزعت فيه اتهامات الخيانة والعمالة للأمن على صحفيين وتقارنه بما كانت تنشره الصحف القومية عنك.. وصدقنى لن تجد أى فارق فى المنهج وفى طريقة توزيع الاتهامات.

لمعلوماتك ...
2000 فى شهر أغسطس وجهت النيابة المصرية تهمة تجسس للدكتور سعد الدين









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة