أغلبنا يعشق مباريات كرة القدم وأنا منهم، وتمثل مباريات الكرة فى كثير من الأوقات الجانب المبهج فى حياتنا، ولكن عندما نحكم العقل فى تصرفاتنا يجب أن تأتى الكرة فى المرتبة الثانية، اهتم اتحاد الإذاعة والتليفزيون منذ فترة طويلة بشراء حقوق عرض عدد من مباريات كأس العالم بمبلغ مالى مبالغ فيه جدا، وهو 120 مليون جنيه مصرى توقعا من جانب مسئوليه بإمكانية مشاركة مصر فى فعالياته وقد كانت قريبة بالفعل من نيل هذا الشرف.
ولكن مع تأكد غياب مصر عن مباريات كأس العالم كان يجب أن نتساءل جميعا هل كان من الضرورى أن نشترى 22 مباراة فقط تذاع على قناة أرضية أغلبهم ليس من اختيارنا بهذا المبلغ الكبير والمبالغ فيه؟ وهل حقق هذا المبلغ هدفه وجذب المشاهد المصرى فعلا إلى مشاهدة المباريات من خلال القناة الثانية التى يحتاج ضبط الإرسال فيها باستخدام الإريال الأرضى إلى وقت طويل بعد أن اعتاد أغلب المواطنين على متابعة المباريات عبر القنوات الفضائية باستخدام الأقمار الصناعية؟ وهو ما حدث بالفعل وانقسم أغلب المشاهدين المهتمين بمباريات كأس العالم إلى فئات فإما أنهم اشتركوا مرغمين فى قنوات الجزيرة أو قام البعض بالاستسلام لاستغلال أصحاب المقاهى برفع قيمة المشروبات فى المقاهى مقابل المشاهدة أو قام الغالبية بنشر وصلات فك الشفرة، والنتيجة النهائية لدى الجميع هى مشاهدة المباريات عبر قنوات الجزيرة وإحجام الكثيرين عن مشاهدة القنوات الأرضية، وهو ما يعنى فى النهاية أننا أهدرنا مبلغا كبيرا جدا كان يمكن الاستفادة به فى شىء أفضل دون أن يتأثر المشاهد، لأن المشاهد لم يشعر بهذه الخدمه فعلا.
الغريب فى الأمر هو تصريحات المسئولين فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون وفى وزارة المالية من أنهم وافقوا على دفع هذا المبلغ حرصا على المشاهد المصرى، وهم نفس المسئولين الذين رفضوا قبل سنوات قليلة من شراء مباريات كأس العالم الماضية بحجة أن المواطن المصرى أحق بهذه الأموال التى يمكن الاستفادة بها فى تقديم خدمات للمواطن أهم من كرة القدم.
ما الذى تغير بين بطولتين؟ هل الناس إزداد حبهم لكرة القدم أم المسئولين أدركوا فجأه أن بطولات كرة القدم أصبحت مهمة؟ أم أن المباريات كانت قبل سنوات قليلة ليست على نفس القدر من الأهمية أم أننا نمتلك فائضا من الأموال لا نعرف كيف ننفقه؟!.
• كاتب صحفى بالأهرام
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة