فى الساعات الأخيرة تسربت معلومات حول قرب انتهاء الأزمة بين المحامين والقضاة فى مصر، وهى الأزمة التى شهدت تشددا فى المواقف بين الطرفين منذ بدايتها، وبعيدا عن تحديد الطرف المسئول عن تفجرها، فإن الأهم فى نتائج إنهاء الأزمة عموما، هو التأكيد على أنه لا يوجد طرف فيها منتصر وآخر مهزوم.
المحامون لن يحصدوا الغنائم لو تعاملنا معهم على أنهم الطرف الرابح، والأمر نفسه يسرى على القضاة.
الكل خسر فى هذه المعركة بفضل الحكومة التى تركت الأزمة تتفاعل دون تدخل حاسم منها، تواصلت الخلافات بين الطرفين وأعطت مشهدا خادعا للديمقراطية، فليس معنى تصميم كل طرف على موقفه أنه يعتصم بحرية الرأى، فما حدث كان أضيق من حرية الموقف والرأى، وأقرب إلى الفوضى التى لم يفهم منها المجتمع إلى أين تذهب به.
لم يكسب القضاة من المعركة بصرف النظر عن المخطئ فيها، فجلال موقعهم وجد من يهاجمه، رغم أنه الحصن الذى يحتمى به المظلومون، ومهما مرت العواصف يبقى هو الآمان الذى يبحث عنه الجميع.
لم يكسب المحامون من المعركة بصرف النظر عن المخطئ فيها، لأن منهم من أدار الموقف ضد القضاة بحسابات انتخابية ضيقة، واستخدم فى ذلك قاموسا من الكلمات، قام على التحريض أكثر مما قام على العقل.
المشهد بكل ما جاء فيه من الطرفين لا يتحمل بعد أن ينتهى أن يتحدث أحد عن أن هناك منتصرا وهناك خاسرا، وبلغة كرة القدم الأصوب أن نقول إن هناك تعادلا بين الطرفين، تعادلا يعطى الفرصة للقاضى والمحامى أن يتعاملا يوميا بروح الفريق الذى يبحث عن البراءة للمظلوم، والسجن لكل من يضر بمصلحة المجتمع.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة