سعيد الشحات

أسئلة البرادعى الحقيقية

الإثنين، 21 يونيو 2010 12:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طرح الدكتور محمد البرادعى سؤالاً هاماً: "هناك أكثر من 450 ألف محام يختلفون الآن مع القضاة، فلماذا لم يهبوا بالدرجة نفسها لما يحدث فى مصر من تعذيب منهجى وتمديد لقانون الطوارئ؟

السؤال طرحه البرداعى مكملاً لسؤال آخر وهو: "أين النقابات والأحزاب، وأين الأحزاب وأين أساتذة الجامعات والمهندسون؟

أسئلة البرادعى مفصلية وهامة، وتعبر عن واقع سياسى مأزوم، لكنها تطرح قضية رئيسية، تتمثل فى أن المطالب الفئوية أصبحت هى الجواد الرابح فى فرض الإرادات، وأصبحت الدافع الأساسى الذى يشجع أصاحبها على الخروج من بيوتهم غير خائفين من مواجهة السلطة، والشاهد على ذلك ارتفاع كم الاعتصامات والإضرابات التى تشهدها مصر فى الفترة الأخيرة.

لم تخرج الجموع الغفيرة من المحامين للاحتجاج على قانون الطوارئ، لكنها خرجت فى خلاف مع القضاة حول مسألة تخضع لتفسيرات فى طريقة التعامل بين الطرفين، ولم يخرج أساتذة الجامعات من أجل الطوارئ، لكنهم اجتمعوا واحتشدوا وخرجوا من أجل ضعف مرتباتهم، ولم يخرج المهندسون من أجل الطوارئ لكنهم احتشدوا فى أكثر من جولة لفك الحراسة لى نقابتهم وإجراء انتخابات فيها، ولم يخرج عمال المحلة وعمال كتاب طنطا، والعمال فى عشرات الشركات الأخرى من أجل الدفاع عن الديمقراطية، أو من أجل تعديل الدستور، أو من أجل المطالبة بانتخابات حرة نزيهة، وإنما خرجوا من أجل المطالبة بأجورهم، وحقوقهم المادية الأخرى.

طريق النضال من أجل المطالب الفئوية شمل أيضاً قطاعات من الموظفين فى دولاب الدولة بالاعتصام والإضراب، فى نفس الوقت الذى يشارك فيه بعضهم فى تزوير الانتخابات، كما حدث من رؤساء اللجان فى انتخابات مجلس الشورى الأخيرة، والمفارقة أنه على الرغم من اتساع هذه الحالة إلا أن الأحزاب والحركات السياسية الاحتجاجية لم تستطع استثمارها وظلت بعيده عنها، وبعضها حاول التواصل لكنه فشل، فهل كان ذلك نتيجة عدم ثقة فى هذه الأحزاب والحركات، أم أن المفتاح الحقيقى لغضب المصريين لا يفجره مطالب الديمقراطية، وإنما مطالب لقمة العيش؟








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة