منذ أسابيع مضت بدأ الكاتب والروائى الكبير يوسف القعيد فى إثارة الجدل حول العلامة والمفكر الكبير جمال حمدان، الذى رحل عام 1993، وذلك فى صفحته المميزة بالزميلة جريدة الدستور "أشهد أنى عشت"، وفى صفحة الأمس بلغ الجدل ذروته بالاعترافات الخطيرة التى أدلى بها شقيق وشقيقة جمال حمدان إلى القعيد، وأكدا فيها أن حمدان مات مقتولا.
قال القعيد إن جمال حمدان قبل وفاته كان انتهى من ثلاثة كتب، أولها "اليهود والصهيونية وبنو إسرائيل" ويقع فى ألف صفحة، وكان من المفروض أن يأخذه ناشره يوسف عبد الرحمن، وكتاب " العالم الإسلامى المعاصر"، الذى أصدره عام 1965 ثم توسع فيه حتى صار كتابا جديدا، أما الكتاب الثالث فهو عن علم الجغرافيا، ويقول القعيد :" لقد ذهبنا إلى الشقة فور علمنا بوفاته وعايناها، واختفت هذه الكتب التى كانت موجودة ورأيتها بنفسى".
شقيق الدكتور جمال حمدان اللواء عبد العظيم حمدان قال أدلة أخرى ليوسف القعيد تؤكد كما قال حتمية قتله، وهى أن الطباخ الذى كان يطبخ له فوجئنا بأن قدمه انكسرت وأنه سافر إلى بلده، ولم نعد نعرف له مكانا، وأن جارة كانت تسكن فى البيت قالت لنا إن هناك رجلا وامرأة "خواجات" سكنا فى الشقة الموجودة فوق شقته شهرين ونصف قبل اغتياله ثم اختفيا بعد قتله.
هناك تفاصيل أخرى ذكرها القعيد تؤكد أن جمال حمدان تم قتله بفعل فاعل، وليس نتيجة تسرب غاز أو أشياء أخرى كما قيل وقتها، والتى قادت شقيقته إلى القول:"المؤكد أن الموساد الإسرائيلى هو الذى قتل جمال حمدان".
جزم شقيق جمال حمدان بأن الموساد الإسرائيلى هو الذى قتل حمدان لا يحمل أى مبالغة، فتاريخ إسرائيل وجهاز الموساد فى سفك الدماء لا يحتاج إلى دلائل، فهى لا تتعقب فقط من يحملون السلاح فى مقاومتها، وإنما تتعقب كل من يقدم فكرا يؤصل جرائمها ضد الإنسانية، وكتاب مثل "اليهود والصهيونية وبنو إسرائيل" الذى كان حمدان انتهى من تأليف ، وكما يقول القعيد، أنه كان على موعد مع ناشره لتسليمه، هو ذروة المقاومة ضد إسرائيل فى مجال الفكر، الذى يقود فى النهاية إلى حمل السلاح ضدها، وبالتالى فإن قتل الرجل والسطو على الكتاب من البديهى أن تقوم به إسرائيل عبر جهازها المخابراتى "الموساد".
جمال حمدان الذى يعد كتابه "شخصية مصر" المرجع الأول فى فهم الشخصية المصرية، المؤكد أن إسرائيل رأت فى كتابه "اليهود والصهيونية وبنو إسرائيل" أنه سيكون المرجع الأقوى فى فهم جرائمها، وبالتالى ارتكبت جريمتها، لكن السؤال الموجع فى هذا الأمر أن ملف القصة، كغيره من الملفات المماثلة، فإسرائيل هى التى قتلت عالم الذرة المصرى يحيى المشد، وهى التى قتلت العالم سعيد سيد بدير وغيرهما.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة