د. أحمد حسن السمان

لعنة الفراعنة فى كأس العالم

الجمعة، 25 يونيو 2010 06:57 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
للبروفيسور الألمانى الدكتور فيليب فاندبرج نظرية طرحها حول لعنة الفراعنة فى موسوعة تحمل نفس الاسم، أرجع فيها هذه اللعنة إلى ارتباطها بنشاط إشعاعى ذرى أو بسبب فيروسات أو بكتيريا.

إلا أن فاندبرج قد يغير رأيه لو تابع كأس العالم الآن، خاصة عبر شاشات التليفزيون المصرى، فبعد أن ارتبطت تلك اللعنة بالتنقيب عن آثار فرعونية، وما تسببه من مصير غامض لمن يقترب منها.. أثبتت لعنة الفراعنة مرونة فائقة واستجابة لتحديات العصر وقدرة على التعامل مع تكنولوجيا المعلومات.. والتواجد فى أهم حدث رياضى وهو كأس العالم.. بل والتطور عبر توزيعها اللعنة على كل من يعادى أحفادها.. لتصل إلى أحفاد الفراعنة أنفسهم بعد تخاذلهم وخيبتهم.
فقد انتقم لنا أجدادنا الفراعنة من فضيحة صفر المونديال وحلت لعنتهم على جنوب أفريقيا التى تفوقت علينا وحصلت على شرف تنظيم بطولة كأس العالم 2010، وخرجت جنوب أفريقيا من الدور الأول لتصبح أول دولة مضيفة لكأس العالم تفشل فى تخطى دور المجموعات.

وانتقم لنا أجدادنا الفراعنة من الشقيقة الجزائر التى خضنا معها ما يشبه الحرب الضروس من أجل التأهل للمونديال وسقط فى هذه المعركة التى لم تتوقف على النواحى الكلامية، ولكنها امتدت لتضرب الكثير من الروابط التاريخية والعلاقات الاقتصادية وأزهقت أرواحا بريئة.

وجاء انتقام الفراعنة لتخرج الجزائر من الدور الأول بدون تحقيق أى فوز أو حتى هدف بعد هزيمتين وتعادل بدون أهداف.

وجاء انتقام أجدادنا الفراعنة منا نحن المصريين هذه المرة بسبب اللغة العربية التى نتحدث بها.. وهجراننا للغة الهيروغليفية.. وبسبب طبيعة الحكومة الرشيدة التى تدير أمورنا.

لقد ابتلينا نحن وجميع الناطقين باللغة العربية فى المنطقة بلعنة الفراعنة من خلال سفه مشايخ البترول الذى أجبر أبناء العرب على دفع الملايين لكى نشاهد مباريات بطولة كأس العالم فى الوقت الذى يشاهد فيه كأس العالم مجانا الناطقين بالعبرية فى إسرائيل عبر القناة الأولى، ومجانا أيضا للناطقين بالتركية فى آسيا الوسطى عبر قناة trt وتمتع الناطقون بالفارسية فى دول الجوار الإيرانى بمشاهدة مجانية لكل مباريات البطولة.

لعب مال البترول لعبته، ومكن مشايخ النفط فى السعودية أولا.. ثم قطر ثانيا التى اشترت عبر فضائية الجزيرة التى تملكها شركة ART السعودية بما تملكه من حقوق امتياز حصرية لبث كأس العالم باللغة العربية، مما جعلنا نحن الناطقين باللغة العربية ننفرد بدفع الملايين فى دول الخليج النفطية أو التكدس فى المقاهى كما هو الحال فى مصر المحروسة أو الانصراف عن ذلك كله بمتابعة مباريات ضعيفة المستوى عبر شاشة الجزيرة غير المشفرة أو اللجوء إلى شاشات التليفزيون الحكومى رغم الإرسال الأرضى الذى يأتى مشوشا وبجودة ضعيفة فى مناطق متفرقة من الجمهورية.

ووجه الفراعنة سهام لعنتهم إلى التليفزيون المصرى بسبب التبذير وسوء الاختيار الذى لازم عرض مباريات البطولة.

بعد اقتطاع 120 مليون جنيه من قوت الشعب رغم أولويات العلاج ورفع مستوى التعليم، واشترت وزارة الإعلام حق بث عدد من مباريات المونديال، جعلتنا نشعر على غير الحقيقة أن كأس العالم حتى الآن دون المستوى المعتاد من إثارة وجمال.

جاءت لعنة الفراعنة مزدوجة، فقد خرجت معظم الفرق التى عرض التليفزيون المصرى مبارياتها من الدور الأول وراجعوا جدول إذاعة المباريات الـ 22 التى اختارها التليفزيون المصرى.
وحرمتنا وزارة الإعلام من مباريات ممتعة، فلم نشاهد ولا مباراة للمنتخبات الأسيوية التى وصلت إلى الدور الثانى مثل اليابان وكوريا الجنوبية، ولا مباريات هولندا التى فازت فى جميع لقاءاتها واكتفى التليفزيون ببث لقاءها الأخير لأن طرفه كان الكاميرون، وحرمتنا من واحدة من أجمل وأهم مباريات الدور الأول، حيث لقيت إيطاليا حاملة اللقب هزيمة كبيرة من سلوفاكيا 3/2 فى مباراة رائعة.

لقد أكدت لعنة الفراعنة أنها مستمرة وفاعلة وامتدت تأثيراتها الجغرافية من الجزائر فى أقصى شمال القارة إلى أقصى جنوب أفريقيا.. ووصلت إلى التليفزيون المصرى الذى أثبت أن "وشه وحش" على الفرق التى أذاع مبارياتها فى البطولة.. ويبقى السؤال أين ستتجه لعنة الفراعنة القادمة؟.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة