3 طرق تستخدمها الفضائيات المسيحية لجذب مشاهديها .. مهاجمة الإسلام.. تعميق العزلة.. تزييف الواقع

الجمعة، 04 يونيو 2010 12:56 ص
3 طرق تستخدمها الفضائيات المسيحية لجذب مشاهديها .. مهاجمة الإسلام.. تعميق العزلة.. تزييف الواقع زكريا بطرس ومكارى دنيال
ريمون فرنسيس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ د.إكرام لمعى: القنوات القبطية ركزت على أمور سطحية وعمقت الشعور بالتمييز لدى الأقباط
◄◄ مفكر قبطى: زكريا بطرس «رد فعل» للهجوم على المسيحية على فضائيات تبث بـ«نايل سات».. وشعبيته تؤكد تزايد الاحتقان لدى بعض المسيحيين


القنوات الفضائية المسيحية أصبحت واقعا لابد من التعامل معه باهتمام، بغض النظر عن اتجاهات هذه الفضائيات، فهناك 10 قنوات مسيحية تعتمد على الغريزة الدينية لدى المشاهد، فى كسبها لشرائح جماهيرية كبيرة تستطيع أن تغير فى عقولها واتجاهاتها وأخلاقها وعقائدها أيضا وتحشدهم تحت هدف واحد .

وبعد مرور قرابة 15 عاما على انطلاق أول قناة مسيحية، «اليوم السابع» تفتح ملف الفضائيات المسيحية ومدى نجاحها فى بناء علاقة مع مشاهديها.

وكانت قناة سات 7 أول فضائية مسيحية بالشرق الأوسط فى عام 1996، ويشرف على القناة مجلس الطائفة الإنجيلية بمصر، بدعم من الكنيسة الإنجيلية بالخارج، وعلى الرغم من أن نشاطها الرئيسى يتمركز فى كل من بيروت والقاهرة والأردن، إلا أنها تتخذ من قبرص مركزا للإدارة الرئيسية لها وبث موادها المرئية، رغم أن لها مقرا كبيرا بالقاهرة بمنطقة المقطم.

وتابع إطلاق سات7 عدد كبير من القنوات المسيحية هى «معجزة» و«Sat 7 KIDS»، و«Sat 7 parse» و«Sat 7 KIDS 2»، ومجموعة قنوات «sat 7» ترعاها مؤسسات خدمة أمريكية . أما النسخة المصرية فبرعاية الكنيسة الإنجيلية فى مصر ولبنان وهى أيضا التى ترعى معظم القنوات المسيحية الأخرى مثل قنوات «الملكوتا وبالشفاء» و«نجات» أما «نورسات» فتتبع الكنيسة الكاثوليكية، و«C TV» التى يملكها، ويرأس إدارتها رجل الأعمال ثروت باسيلى، وقناة Aghapy، وهى القناة الرسمية للكنيسة الأرثوذكسية المصرية، والتى أنفق عليها فى البداية من أموال أقباط المهجر وبدأت بثها على القمر الأمريكى «Telstar 12» ثم تم بثها على يوتل سات.

يتردد أن منظومة الميديا المسيحية بمصر، تعمل بدون سجل تجارى أو تصريح من المصنفات، والعاملين بها لديهم عضوية نقابة المهن السينمائية أو تصاريح عمل، لذلك فهى تمارس نشاطها فى سرية وهدوء وترقب، حيث أنها لا تملك تصاريح التصوير التى تمارس بها الفضائيات نشاطها خصوصا للتصوير بالشارع، وبالتالى يمكن لأجهزة الأمن مضايقتهم بمنتهى السهولة وعلى الرغم من أن 10 قنوات مسيحية يشاهدها المسيحيون فى الشرق الأوسط، فإن «سات7» تبقى القناة الرسمية للميديا المسيحية، التى تمارس نشاطها بشكل أكثر شرعية.

وتقدمت إدارة سات7 للحصول على تردد بالقمر المصرى نايل سات وإيجار استديو داخل مدينة الإنتاج الإعلامى كمثلها من القنوات الفضائية العربية والمصرية، وحتى عام 2009 كانت تبث هذه القنوات جميعها على القمر الصناعى هوت بيرد، حتى أطلقت شركة فرنسية قمر آخر اسمه «يوتل سات» «AB4» ويبث تردداته على نفس تردد القمر المصرى نايل سات 7 درجات غربا، وهو ما أعلنته وزارة الإعلام وشركة نايل سات والمنطقة الإعلامية الحرة عن أن القانون لا يسمح بوجود قنوات دينية على نايل سات، وتم بث قناة الحياة أيضا على يوتل سات إلا أن الجهود السياسية عملت على رفع هذه القناة من يوتل سات، حيث أن بث القناة على نايل سات يجعل وصولها للمشاهد المصرى والعربى أسرع وأسهل.

وتبقى قناتى «CTV» و«أغابى» هما القناتان التابعتان للكنيسة الأرثوذكسية حيث أعلن البابا شنودة الثالث أنهما تابعتان للكنيسة المصرية، وهما الأفضل حالا ووجودهما شرعى بالكامل وذلك لما تتمتع به الكنيسة الأرثوذكسية من نفوذ لدى السلطات المسؤولة.

ولأن هذه القنوات تستمد موادها المرئية من نفس الشركات التى تنتجها نجد أن المواد التى تعرضها تقريبا واحدة تنحصر بين ترانيم الفيديو كليب ومعظمها لفريق اسمه «الحياة الأفضل» وهو أشهر فريق ترانيم مسيحية وصلت شهرته للعالمية، وبرامج لأهم شخصيات الكنيسة الإنجيلية مثل «القس سامح موريس» راعى الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة، و«الأب دانيال» و«القمص مكارى يونان»، وكل من «د.نورا إدوارد» و«د.إيهاب الخراط» و«أشرف عادل» وهو متخصص فى المشورة الاجتماعية والطب النفسى.

أما أكثر القنوات المسيحية إثارة للجدل، فهى قناة «الحياة» المسيحية، التى اشتهرت باستضافتها لبرامج القمص زكريا بطرس، الذى عرف بعدائه البالغ للإسلام، لم يبدأ برامجه بهذه الحدة التى هو عليها الآن، ولكنه بدأ برامجه على قناة معجزة بداية الألفية، وكان خطابه وديعا يتحدث عن العقيدة المسيحية بدون التجريح فى الآخر، إلا أنه سرعان ما تحول خطابه من الاعتدال إلى اليمينية المتطرفة منذ أن انتقلت برامجه مع قناة الحياة عام 2005، بدأها ببرنامج «أسئلة عن الإيمان» قدم فيه 150 حلقة، ثم برنامج «فى الصميم» وقدم منه 100 حلقة، وأخيرا برنامجه «حوار الحق» الذى قدمه على مدار 3 سنوات، وهو أول برنامج فى القنوات المسيحية يستقبل مكالمات على الهواء مباشرة.

وكان عقد زكريا بطرس مع قناة الحياة مدته 5 سنوات من عام 2005، وانتهى فى مايو الماضى كما أعلن زكريا بطرس فى موقعه، أنه تم قطع علاقته تماما بقناة الحياة كنافذة تليفزيونية لبرامجه، وانتهاء تعامله مع خدمته بمؤسسة «EMO»، وارتباطه بمؤسسة تبشيرية أخرى اسمها «Hon»، كما أعلن بطرس عن استعداده لإطلاق قناة فضائية جديدة بديلة.

وعلى الأرجح أن رحيل زكريا بطرس عن قناة الحياة ليس دليلا على منهج جديد ستسلكه القناة، لأن زكريا بطرس لم يكن الوحيد الذى يهاجم الإسلام على قناة الحياة بل إن هناك اثنين أكثر منه حدة فى خطابهما ولكنهما أقل شهرة من زكريا بطرس الأول هو الأخ رشيد أحد المتنصرين من المغرب «حسبما يطلق عليه» ويقدم برنامجا اسمه «سؤال جرىء» لا يختلف كثيرا عن نهج زكريا بطرس والبرنامج الثانى اسمه المرأة المسلمة وهو أكثر حدة فى خطابه الإعلامى من زكريا ورشيد معا وتقدمه إحدى النساء المنتقلات إلى المسيحية على حد إعلانها وتقوم فكرة البرنامج على المقارنة بين وضع المرأة فى الإسلام والمسيحية.

وحول تأثير القنوات المسيحية على المشاهد المصرى، قال الدكتور القس إكرام لمعى أستاذ اللاهوت المسيحى أن القنوات المسيحية ركزت على أمور سطحية فى الإيمان المسيحى مثل الحركة الكريزماتية «أى تعتمد على الانفعال الظاهرى أو الكاريزما»، أو برامج صنع المعجزات على الهواء، أو الهجوم العنيف على الاسلام بطريقة مستفزة، عملت على ترسيخ مشاعر العداء والاحتقان».

وأضاف لمعى هذه القنوات لا تقدم مادة عميقة فى تعاليمها، فهى لا تقدم البرامج الحوارية، أو دراسة الكتاب المقدس بشكل جيد، وتعميق مبدأ قبول الآخر، أو معالجة المشاكل العامة مثل الفقر والفساد والبطالة والتغيير والإصلاح وطرح رؤية المسيحية لمعالجة تلك القضايا، وهذا يفيد المواطنيين .

وأشار لمعى إلى أن المشاهد أيضا بدأ يضيق من هذه القنوات لأنها لا تسد احتياجه، فمثلا حادث نجع حمادى الأخير، تمت معالجته بطريقتين الأولى طريقة قناة الحياة التى استغلت الحدث وعمقت الشعور بالاضطهاد والغضب، والطريقة الأخرى طريقة قناة سات 7 التى لم تهتم بالحدث أساسا فزاد شعور الاحتقان لدى المواطن .

أما كمال زاخر المفكر القبطى ومنسق التيار العلمانى فيرى أن القنوات المسيحية تنقسم إلى مجموعتين الأولى وهى قنوات الأرثوذكس، التى تبث على تردد نايل سات وهى تخصصت فى بث مزيد من العزلة للأقباط بعد أن نقلت الكنيسة إلى البيت.

ويضيف زاخر أن تلك القنوات لم تشارك فى طرح الإشكاليات القبطية، وبالتالى انحصرت فى الطقوس وطرق العبادة، ومع التقدير لكل هذا، لكن كان من الممكن أن تفتح هذه القنوات مجالا للحوار المستنير مع شخصيات مسلمة مستنيرة لكسر الحاجز بين المسيحيين وشريك الوطن، وعندما يرى الطرفان أن مشاكل البطالة والواسطة والرشوة مثلا هى مشاكل كل المواطنين لا تخص فئة بعينها، وإن كانت نجحت هذه القنوات فى شىء فهى نجحت فى ترسيخ الانعزال للمسيحيين بوجود الكنيسة التليفزيونية، التى يتوجه إليها المسيحيون بمشاكلهم على اعتبار أنها زورق النجاة.

ويشرح زاخر تأثير هذه القنوات على مشاهديها فيقول بالنسبة للقنوات المسيحية التى تبث على القمر الأوربى فلا يمكن أن ننسب لزكريا بطرس وحده فمعظم من يظهرون عليها من المعتدلين، وبطرس لا شك أنه يعتمد على مهاجمة الإسلام على خلفية حرية الرأى وهذا يزيد من حالة الاحتقان الموجودة أصلا لدى بعض المسيحيين، إلا أن زكريا بطرس فى واقع الأمر هو رد فعل لما قدمته القنوات الإسلامية على مدى سنوات عديدة من جرح مشاعر المسيحيين ومهاجمة عقيدتهم ورموزهم ليس على القمر الأوربى كحال قناة الحياة إنما على القمر المصرى، ومن المدهش أن مثل برامج بطرس هى الأكثر شعبية بين مشاهدى القنوات المسيحية وهو الأمر الذى يحتاج إلى دراسة لأنهم يجدون متنفسا لهم يعوض حالة الغضب.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة