تنتشر على أغلب المحطات الفضائية إعلانات ترويجية أنتجتها وزارة السياحه المفترض أنها تدعو السائحين العرب لقضاء عطلاتهم فى مصر ، بالتأكيد شىء طبيعى ومنطقى أن تشجع هيئات ووزارات السياحة فى العالم راغبى السفر إلى القدوم لبلدانهم والاستمتاع بكل ما فيها من معالم ومميزات ووسائل استمتاع، وليست هذه هى المرة الأولى التى تدعم فيها وزارة السياحه هذه الحملات التى تستهدف بالأساس المسافر العربى، وبالتأكيد ما زالت الكثير من العائلات العربية تفضل قضاء إجازاتهم السنوية وخصوصا فى فترات الصيف فى مصر، ولكن ما رأيته ملفتا وجارحا فى حملة وزارة السياحة الأخيرة أن الإعلان لا يزيد فى مدته عن دقيقة واحدة وأغلب مدته ومحتواه لا يقدم من مصر سوى مشاهد لحفلات رقص استعراضية وكأن مصر لا يوجد فيها سوى الرقص كتعبير عن المجتمع المصرى وقدرته على جذب السائحين العرب، بالتأكيد أنا لست ضد الرقص أو الفن أو الحريات الشخصية فى كيفية قضاء السائحين لأوقاتهم ، ولكن ما أعترض عليه وأرى أنه شكل مسىء لمصر هو أن نختزل كل ما يمكن أن يستمتع به السائح والزائر لمصر فى برامج الرقص، فى نفس الوقت الذى تذاع فيه هذه الحملة عن مصر شاهدت حملة مماثلة للترويج لتركيا، وعندما قارنت بين الإعلانين وجدت أى راغب للسفر والسياحة سيفضل بالأساس اختيار تركيا عن مصر، بالتأكيد هناك أسباب مختلفة لتفضيل السائح لدولة عن أخرى وبالتأكيد لا يعتبر الإعلان السبب الرئيسى لهذا القرار ولكن المؤكد أن هذه الإعلانات تلعب دورا فى تغيير وجهة الشخص أثناء قراره بالسفر وإنما تلعب هذه الإعلانات على المدى الطويل دورا كبيرا فى ترسيخ مفاهيم وقناعات لدى من يشاهدون الإعلانات أن هذه هى صورة مصر وهذا هو الشكل العام لهذا البلد، ليست هناك مشكلة أن تكون هناك بعض الأخطاء طالما النوايا سليمة، وأنا أفترض حسن النيه فيمن نفذ هذه الإعلانات ولكننى أدعو وزارة السياحة أن تمتلك شجاعة الاعتراف بالخطأ وتسحب هذه الإعلانات فورا وتقدم إعلانات ترويجية تليق بمصر وتبقى ذكرى جميلة فى أذهان كل من يتمنى زيارة مصر.
*كاتب صحفى بالأهرام
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة