د.حمزة زوبع

هذا "عام الفيل" فلتمرح فى الأرض الفئران

الجمعة، 30 يوليو 2010 06:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
والمقطع السابق واحد من برتوكولات حكماء ريش، وهى إحدى إبداعات الراحل نجيب سرور، الذى ربما نشهد له على المسرح القومى مسرحيته القديمة الجديدة (ملك الشحاتين)، وهى مسرحية محبوكة بعناية كأنما غزل خيوطها سياسى بارع يعيش بيننا اليوم ولم يرحل قبل ما يزيد عن ثلاثين عاماً.

أعود إلى الفئران التى يبدو أنها انتهكت بالفعل عرض الفيلة ولم تترك لها مكاناً تستر فيه نفسها بعد أن لحق بها العار، فالفئران الصغيرة لا تمل من تكرار نفس القصة (هتكنا عرض الفيل) وتعيد على مسامع الناس بطولتها الزائفة وانجازاتها الوهمية.. ولم يعد أمام الفيل المسكين إلا أن يعترف للفئران بقوتها وقدرتها أو يطاردها ليل نهار – وأنى له ذلك – وقد انتشرت الفئران فى الغابة انتشار الفساد فى مؤسسات الدولة.
فئران عصر نجيب سرور هى فئران اليوم التى تصدر تقارير وهمية وارقام خرافية عن التنمية وعن الرفاهية وكأن الفيل لا يقرأ ولا يكتب وكأن الفئران التى وجدت لها مكانا فى مطبخ السلطة لا تدرك أن جرعة "سم" قد تقضى عليها جميعاً، كنت أشاهد حوار "تسعين دقيقة" على قناة المحور وأعجبت أيما إعجاب بالخبير الاقتصادى الأستاذ "ممدوح الولى" وهو يستعرض تقارير الفئران المزيفة عن معدلات البطالة فى محافظات الصعيد وكيف أن الفئران التى كتبت تلك التقارير لم تراعِ أى حدود للمنطق وللفهم والمعرفة المنتشرة والمتداولة فى عموم الغابة البشرية التى نعيش على ظهرها، تقارير الفئران تتحدث عن عصر الرفاهية والنمو وانخفاض معدلات البطالة وارتفاع مستوى المعيشة وكأنهم يتحدثون عن بلد آخر غير الذى نعرفه ويعرفه الجميع!

"ممدوح الولى" قدم جرعة مضادة من المعلومات والبيانات تثبت أن الفئران لا يمكنها أن تنتهك عرض الفيل ولا عرض عقولنا نحن المصريين فى كل مكان.. أثبت "الولى" فى مواجهته للخبير المحسوب على لجنة السياسات بالحزب الوطنى أن الفئران حين تجد أمامها عقول نابهة وأفهام مستنيرة وسجل خال من الفساد لا يمكنها لها إلا أن تختفى أو أن يُقضى عليها.

آخر السطر
لو كان للفئران عقل لما ذهبت للفضائيات لتلتقم الطعم وتلقى مصيرها المحتوم!









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة