د. أحمد حسن السمان

السياسة والبزنس فى رمضان

السبت، 14 أغسطس 2010 08:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أضاف رجال السياسة والبزنس نكهة خاصة إلى رمضان هذا العام.. مما يجعل الدعوة إلى تسجيل رمضان عام 1431 هجرية فى موسوعة جينيس للأرقام القياسية، دعوة لها مبرراتها .

فلأول مرة تصل تكلفة مسلسلات رمضان إلى ما يقارب المليار جنيه.. وتصل الحقائب الرمضانية التى وزعها الحزب الوطنى الحاكم للدعاية لرجالة قبيل انتخابات مجلس الشعب القادم إلى نصف مليون شنطة.

وكعادتهم كان لرجال الأعمال الصدارة فى استغلال كل حدث دينى أو إنسانى لتحقيق أكبر مكسب مادى.. ليلحقهم دائما الساسة خاصة إذا ارتبط ذلك بحدث سياسى مثل انتخابات مجلس الشعب المقررة فى نوفمبر المقبل.

سرق رجال السياسة والبيزنس أكثر سمتين معروفتين عن المصريين فى هذا الشهر، أولاهما المسارعة بفعل الخير فى رمضان وذلك بعد أن أدت سياسات حكومتنا الرشيدة إلى إفقار الشعب وتحويل عدد كبير من المصريين من خانة تقديم الخير لوجه الله تعالى، فى إطار ما يسود هذا الشهر المبارك من قيم دينية وتواصل اجتماعى وإنسانى إلى قائمة المنتظرين لإحسان الآخرين.. وبعد أن أصبح تقديم هذا الخير مرتبطا بالتوظيف السياسى له.. فقبل أكثر من شهرين على انتخابات مجلس الشعب بدأ المرشحون حملة الدعاية الانتخابية مبكرا، عبر توزيع حقائب رمضان على المواطنين بعد طباعة صورة واسم المرشح عليها، بل وذهب بعضهم إلى وضع شعار الحزب الوطنى ليؤكد انتمائه له، رغم أن الحزب لم يختر بعد أيا من مرشحيه، ورغم مخالفة ذلك لتعليمات وزارة التضامن الاجتماعى التى حظرت استخدام الحقائب الرمضانية فى الدعاية الانتخابية.

أما السمة الثانية الخاصة بالمصريين فى تعاملهم مع هذا الشهر الكريم فهى الميل إلى الاحتفال والسهر والتواصل الاجتماعى.. فمن المعروف منذ قديم الزمن وكما ذكر الجبرتى فى تناوله لتاريخ مصر؛ فقد ارتبط شهر رمضان لدى المصريين بشتى أنواع الاحتفال فقبل ثلاثمائة عام كان المصريون يخرجون أفواجا لاستطلاع هلال شهر رمضان فى القلعة ليعودوا بعد ذلك فى أجواء احتفالية وسط نغمات الناى ودقات الدفوف للاحتفال برؤية هذا الشهر والسهر حتى يخرج المسحراتى استعدادا لصيام أول أيام هذا الشهر، وهى عادات نشأت منذ العهد الفاطمى.

وتوصل المصريون إلى معادلة سحرية خاصة بهذا الشهر من منطلق "ساعة لقلبك وساعة لربك" فدائما ما كانت المساجد عامرة بالمصلين.. والمنازل ملأى بوفود الزائرين المشاركين في إفطار يضم العائلات والجيران طوال الشهر الكريم.. كما كانت الشوارع مكتظة بالمحتفلين من اطفال يحملون الفوانيس أو كبار يتسامرون فيما بينهم.

وجه رجال البزنس ضربة لكل هذا بعد ان انفقت شركات الإنتاج التلفزيونى حوالى 131 مليون دولار فى إنتاج أكثر من 50 مسلسلا تلفزيونيا يزيادة اكثر من 15 مسلسلا عن العام الماضى.. يتجاوز ساعات عرضها عدد ساعات اليوم الأربعة والعشرين.. ولن يجد المواطن المصرى والعربى، الذى تطارده 780 قناة فضائية بهذه المسلسلات، أى وقت للعبادة من نهار وليل هذا الشهر الفضيل.

بعد أن حول رجال الأعمال شهر رمضان إلى شو بزنس للمسلسلات.. وبعد أن حول رجال السياسة شهر العبادة الوحيد إلى شهر للحملات الانتخابية أضم صوتى إلى الحملة التى شنتها مواقع الفايسبوك لمقاطعة هذه المسلسلات على الشاشة.. وادعو إلى مقاطعة المسلسل الكبير الذى سينطلق فى نوفمبر القادم تحت مسمى انتخابات مجلس الشعب.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة