هناك شىء مفقود فى حديث أحزاب الائتلاف الرباعى "الوفد والتجمع والناصرى والجبهة" حول ضمانات نزاهة انتخابات مجلس الشعب المقبلة فى مصر.
يتحدث الائتلاف عن ضمانات النزاهة، وأنه مازال يدرس الطرق الدستورية لعرض الوثيقة التى تحملها إلى رئيس الجمهورية بالشكل القانونى، فى المقابل لا توجد أى دلائل تشير إلى أن الرئيس سيستجيب لهذه المطالب، فماذا سيفعل الائتلاف؟
سؤال.. "ماذا سيفعل الائتلاف؟"، هو بالضبط ما أقصده من تعبير "الشىء المفقود" فى حديث الائتلاف الرباعى، الذى يركز كل كلامه عن مزايا الضمانات التى يطرحها، ونحن معه فيها، لكنه لا يتحدث عن ماذا سيفعل فى حال رفض الحزب الوطنى وحكومته والرئيس لإقرار هذه الضمانات؟ والتعامل على أن هناك ضمانات كافية موجودة حاليا، ولا داعى لمزيد من الإجراءات الأخرى.
يتجاهل "الائتلاف" الحديث عن أوراقه التى يمكنه استخدامها فى حال رفض الضمانات، وبالتالى طرح من أجندته سلاحا أساسيا فى معركة فرض الإرادات مع الحزب الوطنى، ويساعد بذلك على تمرير تزوير الانتخابات كما تريد الحكومة.
كما يساعد على اتساع رقعة الظنون بأن هناك اتفاقات مسبقة بين الحزب الوطنى وأحزاب المعارضة على "كوتة" انتخابية معينة.
المبادرات الناجحة هى التى لا تتعامل بمبدأ إبراء الذمة، وهى التى لا تتعامل على أنها عظيمة الأفكار وفقط، وإنما تنجح حين تمسك بأوراق قوة فى يديها وتكون لديها القدرة على تفعيلها، وفى مشهد الانتخابات البرلمانية المقبلة فى مصر لا يكفى أن تطرح قوى الائتلاف الرباعى أفكارا عن ضمانات نزاهة الانتخابات، وإنما تبحث فى كيفية الأخذ بها.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة