د. أحمد حسن السمان

هل أوباما مسلم.. حقا؟

السبت، 21 أغسطس 2010 08:32 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
برز هذا السؤال بعد تضاعف عدد الأمريكيين الذين يعتقدون أن ديانة رئيسهم هى الإسلام.. وبعد تدخلات أمريكية لحذف مشاهد من فيلم تم تصويره فى أندونيسيا عن فترة الطفولة التى قضاها باراك أوباما هناك.. والتى تصور ارتياده لمساجد إسلامية وممارسة بعض الشعائر الدينية.

ولعب الحزب الجمهورى متحالفا مع منظمات صهيونية مرتبطة بإسرائيل على وتر ديانة الرئيس الأمريكى واستخدم الاسم الأوسط للرئيس الأمريكى باراك حسين أوباما فى شن حملة تشويه متعمدة لصورته شهدت أوجها فى منافسات الرئاسة قبل أكثر من سنتين وامتدت الحملة إلى اتهام أوباما بصلاته مع «ارهابين فلسطينيين» بالإشارة إلى الصداقة التى كانت تجمعه مع خالد الرشيدى وهو أستاذ جامعى أمريكى ارتبط خلال فترة من حياته بمنظمة التحرير الفلسطينية كما اتهمته حملات اعلامية مولتها منظمات صهيونية بأنه صديق شخصى للأكاديمى الأمريكى من أصل فلسطينى الراحل إدوارد سعيد.

المهم.. نجا أوباما من هذه الحملة وحقق فوزا كبيرا بالرئاسة.. ومع اقتراب انتخابات التجديد النصفى للكونجرس الأمريكى بعد أشهر قليلة، وبالنظر إلى سلسلة الخطوات والقرارات الناجحة التى اتخذها الرئيس الأمريكى على الصعيد الداخلى، ومنها مد مظلة التأمين الصحى لتشمل معظم الأمريكيين ونجاحه فى إقرار قوانين إصلاح مالية واقتصادية مهمة.. لم يجد المعارضون له أفضل من اللعب على وتر ديانة الرئيس مرة أخرى خاصة بعد موقفه الداعم لبناء مركز إسلامى بالقرب من موقع مركز التجارة العالمى، الذى دمر فى هجمات سبتمبر عام 2001. وبرر أوباما موقفه ذلك بأنه يأتى فى إطار احترامه لحرية المعتقد، التى يكفلها الدستور الأمريكى، مؤكداً أن الالتزام بالحريات الدينية، دون استثناء، من السمات المميزة للولايات المتحدة.

وعادت قضية ديانة الرئيس إلى الجدل السياسى فى الساحة الأمريكية، بعد ما قد يبدو أنه مصادفة بريئة.. حيث تم نشر استطلاعين للرأى منذ أيام أكدا أن نحو ربع أو خمس الأمريكيين يعتقدون أن باراك أوباما مسلم، الاستطلاع الأول أجرته مجلة تايم والثانى أجراه منتدى بيو للأديان والحياة العامة، ففى استطلاع المجلة اقتربت النسبة من ربع الأمريكيين حيث أعرب 24% من المشاركين فى الاستطلاع عن اعتقادهم أن أوباما، مسلم، فيما أعرب 20% عن نفس الاعتقاد فى استطلاع منتدى بيو.

ويؤكد الاستطلاعان وجود زيادة مضطردة فى أعداد الأمريكيين الذين يعتقدون أن أوباما مسلم الديانة وذلك على الرغم من تردد الرئيس الأمريكى بانتظام على الكنيسة وإدلائه بالعديد من التصريحات حول إيمانه المسيحى.

فقد أظهر استطلاع أجرى قبل أكثر من عامين وقبيل إجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية أن نحو 10 % من الأمريكين يعتقون أن أوباما مسلم وبقيت هذه النسبة على حالها فى استطلاع رأى آخر جرى العام الماضى. غير أن تضاعف هذه النسبة خلال عام واحد يعود إلى سبب رئيسى هو استغلال هذه النقطة فى الحملة الانتخابية من قبل الحزب الجمهورى الذى توعد عدد من قادته بجعل قضية دعم أوباما لمشروع بناء مسجد نيويورك، قضية رئيسية فى انتخابات الرئاسة المقبلة عام 2012.

وما يؤكد هذه النقطة حقيقة أن معظم من يعتقدون أن أوباما مسلمً ينتمون إلى الحزب الجمهورى.. وهو ما.يعنى أن الحزب يستخدم هذه النقطة لتخويف الناخبين خاصة المستقلين وتنفيرهم من تأييد الحزب الديمقراطى المنافس الذى يترأسه رئيس مسلم فى محاولة مستميته لتحقيق فوز فى انتخابات التجديد النصفى فى نوفمبر والتى تحدد من سيكون له السيطرة على الكونجرس الأمريكى.

ورغم أن مسألة ديانة الرئيس الأمريكى هامة إلى حد ما فى بلد عرف بتدين شعبه، وبكون كل رؤسائه من البروتستانت باستنثاء جون كينيدى الذى كان الرئيس الأمريكى الكاثوليكى الوحيد والذى تم اغتياله. ورغم أن أوباما يتعرض لحملة انتخابية شرسة استخدمت الدين بدون الاعتماد على حقائق كافية.. لكن الحقيقة المؤكدة فى النهاية أن اهتمام الأمريكيين الأول يتركز على سياسات رئيسهم، لا دينه، وأن ما يعنيهم هو مدى نجاحه فى معالجه مشاكلهم الاقتصادية والصحية والأمنية.. وكل ما أخشاه أن ينبرى البعض لدينا لرفع راية المناصرة لرئيس مسلم لدولة كافرة.. أو أن ينادى البعض بتطبيق حد الردة على أوباما المرتد لأنه مسيحى ولد لأب مسلم.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة