هناك من الوزراء فى مصر من يدخل إلى منصبه الوزارى، ثم يغادره بعد فترة قصيرة دون سبب مفهوم.
المهندس أحمد الليثى وزير الزراعة السابق واحد من هؤلاء، وجاء دخوله الوزارة بعد فترة طويلة من الهجوم والانتقادات العنيفة للدكتور يوسف والى، الذى ظل وزيرا للزراعة لنحو 20 عاماً متصلة، وحدث فيها انقلاب شامل فى السياسة الزراعية فى مصر، وكان من أشد المؤيدين والفاعلين فى نفس الوقت للتطبيع مع إسرائيل وجعل من الزراعة مجالا نافذا فى ذلك، ومع يوسف والى يمكن القول إنه تم وضع الحجر الأول فى هدم زراعة المحاصيل التقليدية مثل القمح والذرة والقطن، بمعنى أنه فى عهده بدأ إتباع السياسة الزراعية التى انتهت إلى وضعها الحالى.
جاء الليثى بعد والى، وحاول إصلاح ما يمكن إصلاحه، ورفع شعار "سياسة الاكتفاء الذاتى فى القمح"، وقام بوضع استراتيجية متكاملة عرضها على مجلس الوزراء فى يوليو 2004.
قال الليثى فى حوار له مع "الأهرام" أمس أن هذه الاستراتيجية تم وضعها على مدى 3 شهور، وأعدها 150 عالماً وخبيراً من علماء مركز البحوث الزراعية وأساتذة الجامعات، وأضاف أنه تم وضع هذه الاستراتيجية أمام مجلس الوزراء الذى أقرها، وتم التنفيذ، وفى خلال عام ونصف العام زادت المساحة المنزرعة قمحا أكثر من نصف مليون فدان ليرتفع الرقم إلى 3.1 مليون فدان، بالإضافة إلى زيادة الإنتاجية، وأضاف الليثى أن خطته لو سارت فى مسارها المقرر كنا سنصل إلى 3.5 مليون فدان ضمن خطة الاستصلاح خلال 6 سنوات طبقا لبرنامج الرئيس الانتخابى وبذلك كنا سنصل إلى 4.5 مليون فدان بسهولة.
خرج الليثى من الوزارة بعد أقل من ثلاث سنوات، دون أن يعرف أحد لماذا خرج، وقد نجد الإجابة من خلال الحرب التى فتحها بعض رجال يوسف والى ضده، بمعنى أن الرجل لم يكن له سند يحميه فى واقع سياسى لم تعد الكلمة فيه للخطط والسياسات طويلة الأجل التى تهدف إلى المصلحة الحقيقية، مثل الاكتفاء الذاتى فى إنتاج القمح، خرج الرجل حتى وقعت أزمة وقف استيراد القمح الروسى ليتجدد الحديث حول القمح وضرورة إنتاجه محليا، ويبقى السؤال، أين هى الخطة التى أعدها 150 عالماً وباحثاً واستغرقت 3 شهور، ووافق عليها مجلس الوزراء واستهدفت الاكتفاء الذاتى فى إنتاج القمح؟.. أين هى؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة