فى الأيام الثلاثة الأخيرة خرجت تصريحات متضاربة من قيادات الحزب الوطنى حول انتخابات الرئاسة المقبلة ومرشح الحزب الوطنى فيها ، والملاحظ أن هذه التصريحات جاءت فى سياق الحالة العامة التى فرضها الائتلاف الداعى إلى ترشيح جمال مبارك للرئاسة.
قال الدكتور على الدين هلال أمين الإعلام فى الحزب الوطنى: "نحن لا نستطيع أن نفرض على الرئيس أن يرشح نفسه، هذا قراره وفقا لظروفه ورؤيته لدوره ومهمته، إذا قرر فنحن معه، وإذا لم يقرر فجمال أحد الأشخاص اللى ممكن النظر إليهم" ، وقال رجل الأعمال إبراهيم كامل عضو الأمانة العامة للحزب الوطنى ، فى حال امتناع الرئيس مبارك عن خوض الانتخابات الرئاسية سيكون جمال مبارك هو مرشح الحزب الذى يحظى بأعلى تصويت من كوادر الحزب.
بالرغم من أن تصريحات هلال وكامل تشيران إلى أن الرئيس مبارك هو المرشح الأول للحزب الوطنى للرئاسة إلا أن هذه الإشارة بالتحديد يبدو أن ذكرها يأتى من باب "لزوم ما يلزم" ، وأنها حسمت انحيازها لجمال مبارك، وإذا وضعنا هذه التصريحات فى مقابل تصريحات سابقة ومتزامنة لقيادات من الحزب الوطنى أبدت دهشتها من حملة جمع التوقيعات لجمال مبارك بل واستنكرت هذه الحملة، أقول إذا وضعنا ذلك فى الحسبان فسيعنى أننا أمام خلاف حقيقى داخل الحزب الوطنى حول مرشح الرئاسة المقبل، فهناك من يرى فى صفوف الحزب أن الرئيس مبارك هو المرشح الذى لا يمكن تجاوزه بأى حال من الأحوال، فى مقابل آخرين يستعجلون الوقت من أجل تثبيت فرصة أن يكون جمال مبارك مرشحا، وأمام هذا التناقض يحق لنا أن نتساءل عن الجهات التى تقف وراء حملة جمع التوقيعات لجمال مبارك، وهل هى تسير وفق سيناريو متفق عليه، يقوم على أن هناك خلافا شكليا يدور بين طرفين فى الحزب، لكن هناك اتفاقا فى المضمون، وأن ما يحدث الآن من جدل هدفه فى النهاية هو اعتبار نجل الرئيس هو المرشح الواقعى للحزب.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة