د. أحمد حسن السمان

"مش كبيرة قوى"

السبت، 07 أغسطس 2010 07:28 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى حملته لمهاجمة فكرة ترشح جمال مبارك أو توليه الرئاسة فى الانتخابات المقبلة نهاية عام 2011.. اختار د. أيمن نور شعار"كبيرة عليك" وهوشعار غير موفق سياسيا ويضر بصاحبه.. والأهم أنه يضرب وقود حركة التغيير وهم الشباب فى الصميم.

وبالرغم من أن الانتخابات الرئاسية ستجرى بعد أكثر من عام وتسبقها انتخابات لا تقل أهمية بعد شهور قليلة لمجلس الشعب إلا أنه علينا الاعتراف بأننا دخلنا فى معترك الحملات الإعلانية لانتخابات الرئاسة.. خاصة مع اندلاع حرب الملصقات التى تشهدها حوائط مصر وشوارعها وأزقتها بين من يرفع شعار "جمال.. مصر" مقابل أخرى تدعو إلى التغيير وتأييد مرشحين آخرين.

فقد انطلقت فى أوائل أغسطس الحالى حملة "مصر كبيرة عليك" التى أطلقها شباب حزب الغد، بقيادة نور، مؤسس الحزب لمواجهة حملة دعم أمين سياسات الحزب الوطنى للرئاسة، حيث قامت بتعليق عدة ملصقات تحمل صور جمال، بالإضافة إلى ملصق يحمل صورة نور و شعار "لسه فى أمل.. التغيير حلم كل جيل".

ولأننا ندخل فى معترك حملة إعلانية لن تكون هينة يهمنا تناول هذه الشعارات من منظور التسويق السياسى الذى أصبح علما تشكله وتتداخل فى تكوينه علوم عدة سواء علم النفس أو الاجتماع أو الإعلام.. وبهذا المنظور فإن شعار كبيرة عليك يضر بالهدف الرئيسى من حملة نور وهو تدعيم فرص ترشحه للرئاسة.. سواء كان الشعر يتسهدف التأكيد على صغر سن جمال مبارك أو ضخامة المسئوليات التى يتضمنها تولى منصب الرئيس فى مصر.

فكلا الرجلين، نور وجمال، فى منتصف العقد الرابع من العمر وكلاهما يقترب من عتبه الـ46 عاما.. وبالتالى فإن صغر عمر أمين لجنة السياسات يضر بإمكانية تولى مؤسس حزب الغد من نفس الزاوية.. والأخطر، إن هذا الشعار يروج لفكرة أن السن الأكبر والأنضج هو الأقدر على تولى هذه المسئولية وهو نقيض ما يؤكده التاريخ المصرى والعالمى حول سن الزعماء الذين استطاعوا أن يحدثوا فرقا فى شعوبهم ..

وتقول التجربة المصرية ان القائدين الذين استطاعا أن يحققا طفرة فى مسيرة هذا البلد لم يتجاوزا سن 36 عاما حينما توليا حكم مصر وهما محمد على باشا، بانى نهضة مصر الحديثة.. وجمال عبد الناصر الذى استطاع أن يحقق طفرة اقتصادية واجتماعية كبيرة.. رغم كارثته السياسية الرئيسية المتمثلة فى غياب الديمقراطية وهو ما قاد إلى ما تعانيه مصر إلى اليوم.

وهناك أمثلة دولية كثيرة على حكام تولوا السلطة فى الأربعينيات من العمر ونجحوا فى تحقيق طفرات فى بلادهم وأقرب مثل هو رئيس الوزراء الروسى الحالى فلاديمير بوتين الذى تولى رئاسة بلاده لفترتين من عام 1999 وكان يبلغ 47 عاما فى ذلك الوقت.

وإذا كان شعار "كبيرة عليك" يقصد التأكيد على أن مصر كبيرة بحجمها ومشاكلها.. فإن هذا الشعار يخدم السلطة التى لا تنجز أى نجاح بحجة أن مشاكل مصر وتحدياتها ضخمة وكبيرة.. والحقيقة أن هناك عشرات الدول أكبر من مصر، ومشاكلها أكثر بكثير ومع ذلك استطاعت أن تحل مشاكلها وتحقق نموا ضخما سواء تحدثنا عن دول يتعدى سكانها مليار نسمة مثل الصين والهند أو دول اصغر مثل جمهوريات الموز فى أمريكا اللاتينية، فالفيصل هو الإطار السياسى الذى تحكم فيه الدولة سواء كانت كبيرة أو صغيرة.

يبقى أن نعترف أن مشاكلنا تضخمت بسبب غياب مشاركة الشباب، فهم سر النجاح فى العصر الذى نعيش فيه، وهم مصدر الإبداع الذى نحتاجه لمواجهة مشاكل مصر الكبيرة .. فالإبداع قرين بالشباب.. والمبدع دائما أصغر سنا والناجح دائما اكثر شبابا والأمثلة كثيرة فأغنى رجال العالم الملياردير بيل جيتس أسس شركته مايكروسوفت عن عمر يبلغ العشرين عاما.. وفى العشرينيات من عمرهما نجح طالبان جامعيان فى تغيير وجه العالم وطبيعة التعامل مع شبكة الإنترنت عندما تأسست شركة جوجل على يد "لارى بيدج" المولود عام 1973 و"سيرجى برن" المولود عام 1972 ولم يتجاوزا منتصف العشرينيات عندمما أسسا الشركة فى عام 1998.

يبقى فى النهاية التأكيد على أن مصر لن تكون كبيرة على أى شخص بسبب سنه.. وليست كبيرة على أى إنسان مخلص بسبب ضخامة الصعوبات والمشاكل التى تعانيها.. ولكنها ستكون كبيرة جدا على أى شخص سيتولى المسئولية بعد الانتخابات الرئاسية القادمة إذا استمر فى حكم البلاد وفق شروط إدارة العملية السياسية الحالية التى لن تقوده وتقود مصر سوى إلى الكارثة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة