يسرى الفخرانى

نسيت أننى طفلتك وحبيبتك المفعوصة!

الأربعاء، 01 سبتمبر 2010 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من قال إننى أكره زوجى.. أنا فقط لا أحبه!
هكذا تزوجت، قالت لى أمى: عندنا الليلة ضيوف لا تتأخرى، ولأننى دائماً لا أتأخر تأكدت أن فى الأمر شيئا، تعمدت أن أتأخر، ساعة على الأقل، قالت لى أختى الصغيرة فى رسالة قصيرة على تليفونى: فى بيتنا عريس.. مبروك!

وعدت إلى البيت أنفخ فى الهواء وأفرد أمامى بوز شبرين، ليست هذه هى الطريقة التى كنت أتصور أن أتزوج بها، تلقيت رسالة أخرى على تليفونى من أختى وكنت أحبس نفسى فى غرفتى: عاجل من نونا لحبيبتها سارة: العريس اسمه أشرف، فيللا فى القطاميا وفيللا فى مارينا على البحر ومصنع والجاجور تحت البيت أكيد خطفتك وإنت طالعة. مبروك عقبالى.

هى تفكر بطريقتها، أنا لا، أنا على رغم حبى للأرقام والنظريات.. رومانسية أبكى لأهون سبب، هجم فى هذه اللحظة سؤال عبيط: لماذا لم أحب؟ لماذا أجلت الحب ولو كان لأصبحت الآن أنتظر فى غرفتى ملهوفة قرار أبى وزغرودة أمى وقرصة أختى نونا المجنونة؟
قالت لى أمى وهى تقتحم غرفتى فى تلك اللحظة تماماً التى كدت أستسلم للبكاء: معقولة.. قاعدة هنا والناس مستنية بره.. قومى اغسلى وشك وغيرى فستانك وحطى شوية أى حاجة على عنيك، معقولة.. أى معقولة.. من المفترض أن يقولها.. وناس.. أى ناس هؤلاء المنتظرون فى الصالون كأنهم فى مطار مزدحم ينصتون للنداء الأخير قبل إقلاع الطائرة المتجهة إلى الصين لشراء صندوق تحف مقلدة!

وجاء أبى، طيب ويبلغ الستين عند منعطف الشهر التالى، وقال لى من باب غرفتى: دلوقتى أقدر أطمن عليك.. عريس جدع وشارى وابن حلال وعيلة محترمة. مبروك يا بنتى. على بركة الله. ودخلت الصالون بلا صينية قهوة أو طبق الشيكولاتة الكريستال، من النظرة الأولى التى لم تكن أبداً خجولة منى، قُلت: على بركة الله.

وتزوجنا، أنا يا صديقى مقتنعة بالنصيب إذا صادف إنسانا فى الطريق، تزوجت لأن أبى قال لى فى نفس الليلة أنه سيموت بعد شهور قليلة.. فلماذا لايفرح بى فى شهوره الأخيرة، وقال: عايز أفرح.. وقلت: لكن، قال: بتحبى؟، قلت: أبداً.. لو حصل أقولك، قال: هل أمامك فرصة للحب فى الجامعة؟، قلت: آخر سؤال كنت أتوقع أن تسأله.. أنا مكسوفة منك، قال: كنت أتمنى أن أكون أصغر عشرين سنة لنكون أصدقاء، قلت: أنت صديقى يا رجل يا عجوز، قال: أنا حبيبك يا مفعوصة.

وتزوجت أشرف، وخالف أبى توقعات الأطباء وعاش حتى احتفلنا هذا الأسبوع بعامه السبعين، وغنيت له، وقبلنى، وغنى لى، وسألنى وهو جالس فى مقعده المتحرك بعيداً عن أطفالى الثلاثة وزوجى أشرف: حزينة؟

وضحكت بنصف وجه فعرف أن الحزن عند المنتهى فقال: أنا السبب!
فقلت: الظروف، فقال: هل أشرف لا يحبك، قلت: بالعكس.. يحبنى إلى درجة العشق، قال: الحمد لله، قلت: لكن كنت أتمنى أن يكون الحب فى حياتى اختيارا وليس قرارا.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة