لليوم الثالث على التوالى يغيب الإعلامى عمرو أديب عن برنامجه، ولا أحد يعرف متى سيعود إلى شاشة برنامجه "القاهرة اليوم" على شاشة "الأوربت" هو وكل زملائه من مقدمى البرنامج وأيضا من معدين ومخرجين أو عاملين فى التقارير الإخبارية.
عمرو الذى كان يؤكد دوما أنه المذيع الأكثر تواجدا على الشاشة بصفة يومية، وأن "القاهرة اليوم" يسجل أرقاما قياسية فى المشاهدة كيف سيكون تأثير الغياب عن جمهوره؟ وماذا عن البرنامج الأعرق والأهم فى تاريخ "التوك شو"؟ وهو ما لا يستطيع أحد أن ينكره فـ "القاهرة اليوم" هو الذى خرج من رحمه العديد والكثير من برامج التوك شو التى تشهدها القنوات الخاصة والرسمية.
حتى هذه اللحظة يبدو الأمر لغزا للكثيرين؟
قنوات الأوربت أخطأت بالفعل عندما تأخرت فى السداد ودفع إيجار الاستوديوهات، ولكن السؤال الذى يجب أن نطرحه هل الأوربت وحدها هى التى تتأخر عن السداد؟ أعتقد أن الإجابة ستكون بالنفى؟ وبفرض وجود إنذارات أرسلت إلى إدارة قنوات الأوربت، وأن الإدارة تراخت بسبب موسم الإجازات ومواعيد العمل فى رمضان ألا يشفع أنهم من أقدم العملاء مع المدينة "منذ أكثر من 15 عاما"؟
ألا يشفع أن قنوات الأوربت بمفردها وطوال هذه السنوات دفعت للمدينة مايزيد عن 300 مليون جنيه؟ لماذا التعنت من جانب مدينة الإنتاج الإعلامى إلى هذه الدرجة؟، ولماذا يرغبون أن نصدق أن الأمر يخضع فقط لمجرد إجراءات روتينية؟ خصوصا وأن الأمر يبدو كسيناريو معد سلفا إنذارات ترسل بانتظام ورفض للحلول الودية والإصرار على عدم استلام الشيكات، والتأكيد على أن المدينة فى طريقها لفسخ التعاقد.
وهناك سؤال واحد نوجهه إلى المسئولين فى المدينة، ماذا عن المئات من العاملين فى القناة؟ وماذا عن التزاماتهم وحياتهم؟ كيف سيكون حالهم مع الإصرار على غلق الاستوديوهات؟ ألم يفكر أحد فى كل هذه التفاصيل بغض النظر عن روتين الإجراءات؟ ألا نسمع دوما عن أن هناك فرقا بين القانون وروح القانون؟ أين روح القانون هنا؟.
أما إذا كان ما يحدث مع قنوات الأوربت هو شد "ودن وتحذير" نظرا للظروف السياسية المقبلة عليها مصر والتعامل بمبدأ "اضرب الكبير ليخاف الصغير أو الكل" وبدلا من تصعيد الأمر بهذه الدرجة كان من الممكن أن يتم ذلك بشكل أكثر هدوءا حيث من الطبيعى وضع ضوابط والتأكيد على الإعلاميين بضرورة مراعاتها، وأعتقد أن هذا يحدث طوال الوقت، خصوصا مع برنامج كثيرا ماكان يعد واجهة مصر ولعب العديد من الأدوار الكبيرة والهامة فى الأزمات السياسية والاجتماعية، إضافة إلى الأدوار الإنسانية فى مساندة المحتاجين من أبناء مصر.
بحيادية شديدة نقول إن غياب "القاهرة اليوم" هو انتقاص كبير من المشهد الفضائى العربى، ونحن على استعداد أن يعود البرنامج ولو اقتصرت موضوعاته على مناقشة موضوعات الصحة وشئون المطبخ لأنه سيظل للقاهرة اليوم بهائه وقوته ولو كره الكارهون وحتى لو شاهدنا مقدميه وصناعه يبثون من بلدان أخرى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة