غادة عبود

أنا إسكندرانية ضد الإرهاب

الثلاثاء، 04 يناير 2011 01:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
آه أنا إسكندرانية، ركبت الترام من بكلة لمحطة الرمل وأتمشى هناك للصبح، أنا اللى لما ينزل فيلم جديد بقطع تذكرة فى سينما مترو، أنا اللى بوقف على القمة عشان أوقف تاكس وقبل ماركب أقوله "الابراهيمية ياسطة؟ بس أكتر من 5 جينى ما تلاقيش، "أنا اللى كل ما أقابل واحدة جميلة وسابغة شعرها كله أشقر أسألها، "هو انتى من بحري؟" ترد عليا "عرفتى منين؟" أجاوبها، "من لون شعرك!" أنا اللى فى الصيف بتمشى فى المعمورة وأتصور جنب الجسر فى المنتزة، أنا اللى بقول لَبست، شَربت، زَهقت، وبنطق "كوسة"، "كووسة،" ولما القاهراوية يستغربوا كلامى، أقول بفخر "أصل أنا ملاكى اسكندرية".

أنا اللى باكل الفول من "محمد أحمد"، وأنا اللى بزاحم الناس عشان أشترى "جيلاتى عزة"، أنا اللى مهما أكلت سمك أو كباب وكفتة أرجع أقول "لأ، بس اللحمة من عند بقّش حاجة تانية، ومحدش بيعرف يشوى السمك زى ما بيعملوه فى جزيرة الملكة، " أنا اللى بتمشى ع البحر فى ستانلى، وأنا اللى بدوّر على حد معاه كرنيهات شاطىء عايدة، أنا اللى دايماً بقارن بين الناس اللى بيروحوا نادى سبورتنج أو سموحة.

أنا اللى اتولدت فى المستشفى الأمريكى فى اسكندرية، أنا اللى مكتوب فى شهادة ميلادى وفى جواز سفرى مكان الميلاد إسكندرية، أنا اللى اتطعمت فى مستشفى الشاطبى، أنا اللى كنت بروح السيرك هناك، وفى ملاهى المعمورة أستنى دورى عشان أ ركب الإخطبوط، أنا اللى كنت بروح مع أهلى فندق "سان استيفانو،" ولمّا قفلوه بعد كدة زعلت على ذكرياتى هناك، بس شوية صور هناك واستنى، ولمّا فندق كبير اتبنى مكانه، انبسطت بس غصبن عنى بحس إن القديم كان أحلى، أنا اللى لمّا أمر بشارع خالد بن الوليد أقول زى البياعين هناك "بجنى ونص، تعالى بص، "أنا اللى لما تحصل خناقة أقول "يا خالو بُص هناك العركة".

أنا اللى لمّا عشت فى القاهرة وكل ما تيجى أغنية داليدا وتقول "اسكندرية، "أزعق وأقول معاها "أجدع ناااس!!" واضحك للّى زعقوا معايا ويسألونى انت من فين؟، أقولهم رشدى وانتوا؟ فتبتدى قصة صداقة جديدة مع أجدع ناس.

وبعد كل ده ييجى شوية مرتزقة، معدومين الانتماء، كافرين بأى مفهوم دينى وإنسانى، يقتلوا أهلى!!! ما محمد وما يكل إخواتي، وخديجة ومارى كمان إخواتي، أخدنا اسكندرية من الأنفوشى للعصافرة، بنزعل مع بعض لما مصر تخسر ماتش، ونهيّص الدنيا مع بعض لمّا الأهلى يكسب، دول اللى كانوا جنبى وحواليّا، همّا الإرهابيّين الكفرة دول فاكرين يوقعوا بينى وبين ليندا؟ طبعاً لأ، ليندا ومارى وجون عارفيني، بنقسّم اللقمة سوا، وحافظين نفس الإفيهات من المسرحيات والأفلام بنضحك عليها سوا،
لا أنا ولا فيرجنين يتضحك علينا، وازاى يكون، واحنا الاسكندرانية نفهمها وهيا طايرة، إحنا كلنا عارفين إن اللى هدد أمننا، وسوّلت له نفسه إنه ممكن يخوّفنا، واحد مش مننا، لا عمره سمعنا بنتكلم، ولا عمره شاف إزاى لمّا بنتقابل بنجرى على بعض، مع إننا كلنا لسّه امبارح سوا.

أنا اسكندرانية وبقول بالفُم المليان لأتخن إرهابى، إن لا إنت ولا أربعين قنبلة هتخلينى أسيب إيد صحابى وأهلى، همشى كل يوم وكل ليلة فى ميامى وسيدى بشر والإبراهيمية، همشى فى شوارع اسكندرية اللى اتربيت وعشت فيها.

وأحب أؤكد لك إن قنابلك اللى كنت فاكر إنك تقدر تفرّقنا بيهم، بالعكس قربتنا أكتر، ده احنا السنة دى وبالعند فيك بدل ما كتا بنبارك بالمسجات والمكالمات، بالعكس بقى هنمشى إيدينا فى إيد بعض ويا نعيش سوا يا نموت كلنا سوا.

وانت يا إرهابى يا ريت تتعلّم أصول الصنعة وقبل ما تعمل مهموز فى ناس، ابقى اعرف الأول دول مين، انت عارف أنا واخواتى مين؟ احنا الإسكندرانية أقوى وأذكى من الإرهاب، إياكوا تهوبوا عندنا تانى!!! ده احنا والمرسى أبو العباس نغسلوكوا، وننشّروكوا، ونسيؤوكوا، مشّوا من عندنا.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة