قطب العربى

أقباط وصحفيون

الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011 10:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من حق الإخوة الأقباط أن يبنوا ما يحتاجون فعلا من كنائس لإقامة شعائرهم الدينية بكل حرية، ومن حقهم أن يغضبوا إذا انتهكت حرمة إحدى هذه الكنائس، ومن واجبنا نحن أيضا كمسلمين أن نغضب لذلك، وأن نتحرك لوقف هذه الانتهاكات فورا والضرب بيد من حديد على من يرتكبونها، هذا واجب دينى قبل أن يكون واجبا وطنيا، فالذين يحرقون كنيسة أو حتى يقذفونها ببعض الأحجار هم خونة لدينهم ولوطنهم، وهم طابور خامس يعمل لصالح أعداء الوطن، وبالتالى وجبت ملاحقتهم أينما كانوا ومهما كانوا.

من حق الإخوة الأقباط أن يتظاهروا دفاعا عن كنائسهم، ومن حقهم علينا أن نتضامن معهم فى ذلك، ونحزن ونتألم كثيرا للدماء التى أريقت، لكن ليس من حقهم على الإطلاق الاعتداء على المنشآت العامة والخاصة، وقطع الطرق العامة، لقد شاهدت بنفسى من يقومون بقذف مبنى جريدة الأهرام بالحجارة أثناء مرورهم بشارع الجلاء قادمين من شبرا، كنت خارجا لتوى من جولة انتخابية فى الأهرام، وعندما شاهدت المظاهرة قادمة وقفت أرقبها كصحفى، وهالنى أن تتسابق أيدى بعض المتظاهرين إلى قذف المبنى بالحجارة، وتمزيق لافتات كل المرشحين لانتخابات نقابة الصحفيين، سألت أحد المتظاهرين لماذا تفعلون ذلك، فرد بأنهم تعرضوا لاعتداء عند عبورهم نفق شبرا، وبالتالى فإن بعض الشباب مشحونين وهو ما دفعهم لهذا العمل، للحق أقول إن بعضا من المتظاهرين تصدوا لمحاولة اقتحام مبنى الأهرام، وقاموا بعمل حائط بشرى ضد هذا الاقتحام كما حاولوا منع زملائهم من قذف الأحجار مرددين "سلمية سلمية"، وهو الشعار الأثير للثورة المصرية، ولكننى أعتب على تلك الأقلية التى مارست هذا السلوك العدوانى البغيض ضد منشأة عامة بنيت من جيبهم وجيب بقية إخوانهم المصريين، فهذا سلوك يفقدهم تعاطف الشارع معهم.

حين طاردت قوات الأمن والجيش بعض المتظاهرين فى الشوارع لجأ بعضهم إلى نقابة الصحفيين للاحتماء بها، كنت متواجدا هناك بعد جولتى الانتخابية قلت لمن حولى نقابتنا هى بيت الأمة ومن دخلها فهو آمن، وحين وقع تلاسن بين بعض الجالسين وأحد المصابين المسلمين المتعاطفين مع الأقباط عقب إجرائه حديثا صحفيا، تمكن بقية الزملاء على الفور من تهدئة الموقف، ولكن كانت الفاجعة عند منتصف الليل تقريبا حين اعتدى البعض على مقر النقابة وأحدثوا تلفيات بتسع أبواب زجاجية لها، وقاموا بتمزيق لافتات المرشحين ومنها لافتاتى بطريقة هستيرية، لم نعرف هوية المعتدين ولا نستطيع الجزم إن كانوا مسلمين أو مسيحيين لكن المؤكد أنهم بلطجية سفهاء، وأن التاريخ لن يغفر لهم هذه الفعلة الشنيعة.

هذه أول مرة تتعرض فيها نقابة الصحفيين لهذا العدوان الهمجى، لم يسبق أن مد أحد يده إليها بحجر، وقد كانت النقابة طيلة أيام الثورة ملاذا للزملاء الصحفيين والنشطاء السياسيين يحتمون بها حين يتعرضون لملاحقة من بلطجية النظام السابق الذين كانوا ينتشرون فى محيط ميدان التحرير ومنطقة وسط القاهرة، كانت النقابة خلال تلك الأيام ملجأ للكثيرين يجدون فيها أمنهم وراحتهم ويتمكنون فيها من أخذ قسطهم من النوم والراحة ولو بالتناوب.

كانت نقابة الصحفيين وستظل بيتا للتنوع، حامية للوحدة الوطنية، منها خرجت العديد من المبادرات واللجان الوطنية، وعلى سلالمها ولدت الثورة المصرية عبر مئات الوقفات الاحتجاجية لكل فئات المجتمع، واحتضنت قاعاتها العشرات من الندوات الداعمة للوحدة الوطنية، ولكم يسعدنا أن يضم مجلسها القادم عضوا مسيحيا حتى تكتمل الصور.

أغلب الظن أن هناك بالفعل من اندسوا بين المتظاهرين ليصعدوا الموقف إلى حالة صدام مع الجيش، مما أسفر عن وقوع ضحايا مدنيين وعسكريين، ربما يعمل هؤلاء المندسون لأجندات داخلية وربما لأجندات خارجية تريد الانتقام من الثورة ومن الشعب الذى قام بها دون علم سادة المجتمع الدولى، ولكن المطلوب من القيادات المسيحية الوطنية أن تقوم بدورها فى توعية الشباب القبطى بهذه المؤامرات التى تحاك للوطن وللثورة، والتى لو نجحت فإنها ستحرق الأخضر واليابس فى مصرن ولن يقتصر ضررها على فريق دون آخر.

الذين تسببوا فى الصدام مع الجيش وتسببوا فى إراقة الدماء والذين اعتدوا على نقابة الصحفيين والذين مزقوا لافتات المرشحين الصحفيين سواء أمام مقر مؤسسة الأهرام أو أمام النقابة ينبغى ملاحقتهم وتطبيق القانون عليهم بكل حزم، فدولة القانون هى التى ينبغى أن تسود.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة