خبر مهم نقلته وكالات الأنباء من «بودابست» جعلنى أقرر أن أتوقف أمام أبعاده، وما يعنيه بالنسبة «لها»، و«لنا»، ومبدئيا أقول إننى لا أضيف جديدا إذا ما قلت إن ثورتنا التى انحنى لها العالم إجلالا وتقديرًا واحترماً، تتعرض الآن لأسوأ وأخطر الضربات التى تستهدف تقزيمها والتقليل من شأنها وتحويلها إلى مجرد انتفاضه، بل إن هناك من أعدائها من يسعون حثيثاً إلى تشويهها واعتبارها مسؤولة عن الفوضى وانعدام الأمن وانهيار الاقتصاد، وحتى الفتنة الطائفية، كى نتحسر على أيام النظام السابق ونقول «فينك يا مبارك!»، وحيث إن الخطر يبدأ عادة من داخل البيت فيستغله فورا المتربصون من الأعداء فإننى أتجه بحديثى إلى جميع القوى التى شاركت أو تحمست للثورة، ثم انغمست - للأسف - فى صراعات ومنافسات دافعها الرغبة الشخصية أو الحزبية فى اقتناص أكبر قطعة من «كعكة الثورة»، ولهؤلاء جميعا أضع بعض ملامح الصورة الرائعة التى حققتها الثورة لمصرنا، والتى نرتكب أكبر الأخطاء والخطايا إذا لم ننتبه إلى خطورة وبشاعة الإساءة إليها وتشويهها وتجاهل مبادئها وأهدافها.
«هذه هى صورتنا»
> لن أتوقف أمام أبواب الديموقراطية والحرية التى فتحتها لنا ثورتنا وإن كان يكفى - مثلا - أننا نتحدث ونتقصى المعلومات عمن يمكن أن نختاره بكامل إرادتنا رئيسا للجمهورية، مثلما نتحدث ونتناقش حول من نختارهم لمجلسى الشعب والشورى باطمئنان كامل إلى أن الدولة لن تتدخل وتمارس التزوير التقليدى علنا، وإذا ما احتج بعضنا يأتى من يقول باستهانة بالغة «خليهم يتسلوا!!».
> الحديث يطول حول هذا الإنجاز الرائع لثورتنا، لكننى - من باب التذكرة - أضع أمامكم بعض ما حملته لنا فى الخارج من أروع الصور كما نقلتها الصحف والفضائيات ووكالات الأنباء، وكما جسدتها اللوحات والهتافات فى مختلف أنحاء العالم، وآخرها ما جاء فى الخبر الذى تناقلته وكالات الأنباء من عاصمة المجر «بودابست» حيث يقول: «إن المؤتمر الدولى للمعلوماتية قد يرشح الثورة المصرية للتدريس بمناهج التعليم فى عدد من دول العالم!!».
> وأنتقل معكم من هذا الخبر المثير لكل انبهار وتقدير إلى ملامح أخرى من صورة ثورتنا كما يراها العالم.. كالتالى:
- استلهاما من ثورة مصر والربيع العربى اجتاحت المظاهرات أكثر من ألف مدينة فى أمريكا وأوروبا وحتى إسرائيل، وإحدى اللافتات التى حملها متظاهرون أوروبيون تقول «شكرا لثورة مصر»، كما أن المتظاهرين فى عدة دول أطلقوا على أهم ميادين بلادهم «ميدان التحرير».
- فى مطار نيويورك رفع ضابط الجوازات باسبور أحد الركاب صائحا: «هذا باسبور مصرى!» فدوى التصفيق من الجميع.
- مجلة Time العالمية نشرت فى أحد أعدادها صورا لشباب مصر فى ميدان التحرير مع تعليق رائع يقول: «إنهم جيل يغير العالم!».
- فى إحدى الولايات الأمريكية انفجرت ثورة شعبية أعلنت منذ البداية أنها استلهمت «ثورة مصر»، وقد شاعت معها أغنية تقول: «سر كأنك مصرى» «Walk like an Egyptien»، وقالت بعض اللافتات: «مصر فعلتها كأحسن ما يكون .. ساعدينا يامصر».
> تلك بعض ملامح ثورتنا المجيدة، فهل نعتز بها حقا، ونعترف بفضلها، فنسارع إلى حمايتها من خناجر أعدائها الذين يستغلون أخطاءنا؟!، هل نتخلى عن أغراضنا وأهدافنا الشخصية والحزبية فورا حتى ننعم بما حققته وما سوف تحققه لنا، باختصار: هل نرتفع إلى مستواها؟
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حسبي الله ونعم الوكيل
حسبي الله ونعم الوكيل
حسبي الله ونعم الوكيل
عدد الردود 0
بواسطة:
مفروس
معقوله يا حمدى
عدد الردود 0
بواسطة:
fatakat
لقد اضحكتنا
عدد الردود 0
بواسطة:
امل عبد الباسط
تيجى ازاى
الفلول يتحولون....الفلول يتلونون ههههههههه
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل فاروق
مهما يكن
عدد الردود 0
بواسطة:
على شعبان
اريد ان اعرف