فى كل القضايا التى أخذت بعدًا طائفيّا بعد ثورة 25 يناير كان الداعية الإسلامى الشهير محمد حسان فى قلب الحدث، مشددًا على رفض التطرف، ومحذرًا من أن سفينة الوطن ستغرق مادام فى القلب «غلو»، وداعيًا إلى الفهم العميق لديننا الإسلامى الذى يحض على الفضيلة و«التى هى أحسن» فى تعامل المسلمين مع الأقباط، وإذا كان هذا يحسب له باعتبار أن له مريدين وأتباعًا، وباعتبار أنه يكسر فهمًا شائعًا بأن كل السلفيين هم ضد المسيحيين وجودًا وعقيدة، أقول إنه إذا كان هذا يحسب للشيخ محمد حسان فقد توجهت إليه الأنظار أن يلعب دورًا إضافيّا لوقف لهيب المعركة الغريبة والعجيبة بين فضيلة المفتى الدكتور على جمعة، والداعية الإسلامى الشهير أبو إسحق الحوينى.
أخذت هذه المعركة أطوارًا غريبة، لا تسىء فقط فى مشاهدها إلى جزء من الحركات السلفية، وإنما تمتد إلى عموم السلفيين، خاصة حين يصدرون أنفسهم إلى المجتمع على أنهم فوق القانون، من خلال رفضهم أن شخصًا بقيمة المفتى يلجأ إلى القضاء ضد شخص بقيمة الحوينى، والبديهى أن القانون الذى يحتكم إليه الجميع صغيرًا وكبيرًا، خفيرًا ورئيسًا، هو كلمة الفصل بين الطرفين، وتغييبه يعنى انهيارًا كاملاً للمجتمع.
والمثير أننا أمام معركة تتطور فصولها يومًا بعد آخر، فبعد أن تجمع الآلاف من أتباع الشيخ الحوينى أمام محكمة كفر الشيخ ونصبوا سرادقًا للخطابة، التى شملت هجومًا ضاريًا على المفتى، وذلك فى اليوم الذى كان من المفترض أن تنظر المحكمة دعوى قضائية من المفتى ضد الحوينى، فوجئ الناس بمقاطع فيديو تتم إذاعتها على الإنترنت، تجتزئ مقاطع من أحاديث للمفتى، يبدو منها، وبشكل مغلوط، كأن الرجل مهمته الأولى والأخيرة هى العمل على هدم الدين، وفى المقابل احتشد آلاف الأزهريين فى وقفة أول أمس تأييدًا للمفتى وشيخ الأزهر، ورفض هجوم السلفيين عليهما، وحذر الاتحاد العالمى لعلماء الصوفية مما يقوم به السلفيون، وطالبوا الشعب المصرى بعدم الانسياق خلفهم.
ومع تفسير ما يحدث فى هذه المعركة بأننا أمام نوعين من الإسلام، إسلام يقدمه الأزهر ومعه الصوفيون، وإسلام يقدمه السلفيون، وهو ما يرتب أضرارًا بالغة، فإن دورًا منتظرًا للشيخ محمد حسان لإطفاء لهيب النار المشتعلة بين طرفين، هما من أبناء دين واحد.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد الشيخ
نجحت الوساطة أو فشلت ...لغة الخطاب غير لائقة
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmad elleathy
لقد وضعت يدك على جرح عميق
عدد الردود 0
بواسطة:
أبوغلا
وخطاء المفتي علي علماء السلف هو الائق؟
عدد الردود 0
بواسطة:
حسام المسلم المصري
سبحان الله !!!!!.. عجيب ما تقول !!!
عدد الردود 0
بواسطة:
علي عبد الحليم
مــحـــمـــد حــســـــان والــــــدور الـمـــنــتـــظـــــــــــــــــــر
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد فهمى - تايوان
لغة الخطاب من المدافعين تشكل ازمة لكن بين الرجلين ازمة مرجعيات.
عدد الردود 0
بواسطة:
ثروت ابراهيم السعيد
دمروا أفغانستان ماذا يريدون
عدد الردود 0
بواسطة:
م/احمد
الحق احق ان يتبع
عدد الردود 0
بواسطة:
د نيفين شكري
شكرا فضيلة المفتي
عدد الردود 0
بواسطة:
هاني عثمان
كلمه حق لله