الإخوان الصحفيين

تحتاج انتخابات نقابة الصحفيين إلى قراءة نتائجها على أكثر من صعيد، وأهمها فى تقديرى، تلك المتعلقة بنتيجة الزملاء المرشحين باسم جماعة الإخوان المسلمين، وجميعهم زملاء أفاضل كانوا من الممكن أن يصبحوا نقابيين صالحين، لكن المثير فى عدم فوزهم باستثناء الزميل محمد عبدالقدوس الذى يختاره الصحفيون لأسباب ليس من بينها انتماؤه للجماعة الذى يفخر به دائما.

تقود خسارة مرشحى «الجماعة» إلى العودة لسنوات مضت، كان الحديث فيه حول قوة الإخوان فى النقابة غير محسوم، وبين رأى البعض بأنهم عدة مئات، ورأى آخر ينتقص من هذا الكم، كانت المعارك فى الدورات السابقة تشهد تصرفات من المرشحين خصوصا على مقعد النقيب، تعطى إيحاء بقوة الصوت الإخوانى فى النقابة، وتمثلت أبرز هذه التصرفات فى الاتصال بمرشد الجماعة، إما بالذهاب إلى مكتبها فى «المنيل» أو عبر قنوات سرية أخرى، وكان هذا يحدث فى وقت لا يعير فيه هؤلاء المرشحون أى اهتمام لقيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية الأخرى، بالرغم من وجود أنصار لهم فى النقابة، وترتب على ذلك إيحاء بأن «الإخوان» لهم كلمة سحرية فى حسم الفوز، ورجحه نجاح عناصر إخوانية واضحة فى مجلس النقابة على مدى الدورات الماضية، وأخرى كان يتم التعامل معها بمنطق الظن وليس الحسم.

كان هذا يحدث قبل ثورة 25 يناير، وبعد الثورة ومع فوز الإخوان فى معارك انتخابية نقابية، وحساب البعض أنهم قادوا معركة الفوز بـ«نعم» فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية، أعطى كل هذا شعورا متزيدا بقوة الإخوان إلى درجة تمكنهم من حسم كل انتخابات لصالحهم، وإذا كانت هذه القراءة قد تواجدت خارج الإخوان، فإن الجماعة نفسها تعاملت به فى انتخابات الصحفيين، والدليل على ذلك إعلانهم عن عدد مرشحيهم لعضوية النقابة، بل وذهاب المرشحين سويا للتقدم إلى الترشيح وسط تصوير وسائل الإعلام، وكان ذلك بمثابة رسالة تقول: «نحن قادمون»، ونسوا أن هذه الرسالة تتم فى وعاء يختلف عن الأوعية النقابية والشعبية الأخرى، كما أن استقبالها بين الصحفيين أثار الغضب، والوعد بكلام آخر فى صندوق الانتخابات.

هل تعطى هذه الخسارة مؤشرا على ما ستكون عليه الانتخابات فى مجلس الشعب؟، سؤال ربما يطرحه البعض، لكن أرى أنه سيكون ربطا متسرعا، لاختلاف الأجواء بين الحالتين.