حمدى الكنيسى

الروح التى أضعناها

الجمعة، 07 أكتوبر 2011 05:48 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
> كانت كل المؤشرات - بل كل الحقائق - تؤكد استحالة مجرد التفكير فى عبور قناة السويس المانع المائى الفريد بصعوبته الذى أضافت له إسرائيل مواسير النابالم الرهيبة، إلى جانب حصون «خط بارليف» التى فاقت قلاع القرون الوسطى، وذراع إسرائيل الطويلة «سلاحها الجوى» الذى وفرت له أمريكا أحدث وأخطر الطائرات المقاتلة والقاذفة، ودباباتها الحديثة المتربصة هى الأخرى بأى تحرك عسكرى مصرى على الجبهة.
> هذا كله إلى جانب الحرب النفسية الشرسة التى قادتها وسائل الإعلام الصهيونية والغربية لتصيب رجال قواتنا المسلحة باليأس والإحباط، وفقدان الثقة بالنفس، وذلك استغلالاً دنيئاً خبيثا لنكسة 1967 التى حققت فيها إسرائيل - فى غفلة من الزمان ومنا - انتصاراً على قواتنا التى انسحبت من ميدان القتال دون أية مواجهة لخطأ فادح من القيادة العسكرية وقتها.
> تلك كانت المؤشرات والحقائق التى جسّدت استحالة مجرد التفكير فى خوض حرب جديدة ضد إسرائيل من أجل استعادة الأرض والعزة والكرامة، لكن قواتنا المسلحة قبلت التحدى مع هذه المستحيلات، وخططت كأروع ما يكون التخطيط، وتدربت كأفضل ما يكون التدريب، واستثمرت حرب الاستنزاف التى واجه خلالها مقاتلونا جنود وضباط العدو، وقتلوا منهم من قتلوا، وأسروا منهم من أسروا حتى ذاقت إسرائيل المرّ مثلما حدث فى «السبت الحزين» وغيره من أيامها التى شهدت كمائن رجال الصاعقة داخل سيناء، واستكمال منظومة الدفاع الجوى الحديث الذى تم تدعيمه بصواريخ «سام» التى سافر عبدالناصر إلى موسكو سرا من أجل الحصول عليها.
> قبلت قواتنا المسلحة إذن، وحققت المفاجأة التى زلزلت إسرائيل وأذهلت العالم، فتحقق العبور العظيم، وانهارت حصون خط بارليف أمام أبطالنا، وتعهد دفاعنا الجوى بضرب طائراتها حتى أصيب طياروها بالذعر من مجرد الاقتراب من القناة، وتألق طيارونا فى ضرب وتدمير مواقعها ومراكز قياداتها إلى جانب إسقاط عدد كبير من طائراتها.
> فعلناها - إذن - وارتفعت من جديد قاماتنا، وانتهينا بالنصر المؤزر، ثم تحدثنا كثيرا عن ضرورة الانطلاق فى العمل «بروح أكتوبر» فى مختلف المجالات، وكم هو مؤسف ومحزن أننا اكتفينا بترديد ذلك الشعار الجميل، وغرقنا فى سلبياتنا، واستسلمنا طويلا للنظام السابق الذى حاصرنا بالفساد والقمع، وأهاننا بالانبطاح تحت أقدام إسرائيل وأمريكا.. وهكذا فقدنا «روح أكتوبر» التى كانت كفيلة بأن تنقلنا إلى مصاف الدول المتقدمة لو عملنا بنفس الأسلوب الذى حققنا النصر من خلاله.
> ثم جاءت «ثورة 25 يناير» التى بهرت العالم أجمع، وتصور المتفائلون أمثالى أن «روح يناير» سوف تبعث من جديد «روح أكتوبر» لنعوض بأسرع ما يمكن ما فاتنا، فهل تحقق الأمل المؤجل أم أن ما نشهده الآن من سباق غير شريف بين المتلهفين على اقتناص أى مكاسب لأغراض شخصية وحزبية، سوف يجعلنا نفقد من جديد روح الانطلاق الحقيقى على طريق الديمقراطية الصحيحة، والعدالة الاجتماعية، طريق التقدم الذى لا بديل له والذى نستحقه بشهادة «نصر أكتوبر» و«ثورة يناير»؟!








مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

حسبنا الله ونعم الوكيل

حسبنا الله ونعم الوكيل

حسبنا الله ونعم الوكيل

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة