أحمد عطوان

ولماذا لا نتفاءل؟!!

السبت، 26 نوفمبر 2011 12:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الهاجس المؤرق للمضاجع عشش فى كل الأدمغة، والوسواس الخناس بخراب مصر احتل مساحات شاسعة من عقول المثقفين قبل الانطباعيين، والطامة الكبرى أن غيوم الأحداث الحالية، وسحب التشرذم والتخوين أمطرت علينا وابلا من اليأس والقنوط فى إصلاح قريب، فباتت عقيدة كل المصريين أن الكوب كله فارغ، وخال من قطرة أمل واحدة.

ولكن رغم قتامة الصورة، وسوداوية المشهد، وكآبة الواقع، فإن المنطق يؤكد أن مصر بخير، والأيام القادمة حبلى بالبشائر الطيبة، وتأتى الحسابات العقلية البعيدة عن مؤثرات التوتر، واضطراب الرؤية لتبرهن على الحقيقة الدامغة، أننا فى الطريق السليم.

لقد استمرت الثورة الفرنسية التى غيرت وجه أوروبا 10 سنوات (1789-1799)، وبالرغم من أنها استقت مبادئها من أفكار الفلاسفة جان جاك روسو وفولتير ومونتسكيه، إلا أنها تلطخت بالدماء والقتل، والإعدام والتمثيل بالجثث باسم الحرية وحقوق الإنسان، وخسر الفرنسيون 2 مليون قتيل، و200 ألف لاجئ ونازح.

والثورة الأمريكية التى أدت لميلاد الولايات المتحدة استمرت 8 سنوات (177- م1783)، والخسائر بلغت 25 ألف قتيل أمريكى، وحوالى 1400 مفقود، والثورة البلشفية التى أقامت أركان الاتحاد السوفييتى استمرت 7 سنوات من (1917- 1923)، قتل فيها 2 مليون من الشعب الروسى، وبلغت الإصابات بين المدنيين 13 مليون نسمة.

وبعيدا عن القياس على الثورات العالمية فإن مقارنة الثورة المصرية بثورات "الربيع العربى"، فى تونس وليبيا واليمن وسوريا، فإن الأرقام والنتائج تصب فى تتويج الثورة المصرية.

لقد استطاعت الثورة المصرية خلال 9 شهور من عمرها حبس أركان نظام كامل، ومحاكمته، ونسف جهاز أمن الدولة، والإفراج عن كافة المعتقلين، والاستفتاء على الإعلان الدستورى، وتحديد مواعيد الانتخابات البرلمانية، ورئاسة الجمهورية، وإطلاق حرية تكوين الأحزاب، وحرية الصحف والإعلام، والمحافظة على الأمن الغذائي، وتأمين دخل الفرد دون أى اهتزازات مؤثرة.

إذن المسامات مفتوحة، والمسارات جارية، وأظن أن نقطة الخلاف الوحيدة التى فجرت الموقف الحالى هو الاعتقاد أن هناك تباطؤ فى الإجراءات يحول بين قطف الثمار وحصد النتائج، والأغلبية متفقة أن الخلاف مع المجلس العسكرى تعود لارتكابه بعض الأخطاء فى تقدير إدارة البلاد، ولا ينصرف بالطبع إلى الوصم بالخيانة، والتفريط والتآمر على الثورة، لأن التاريخ النظيف للعسكرية المصرية الوطنية والحال يغنى عن المقال.

إن كل مصرى حين يقف على حجم الخسائر والكلفة البشرية والزمنية والاقتصادية لكافة الثورات العربية والعالمية خلال الظرف الحالى والماضى وينظر لما حققته ثورتنا فى أيام معدودات من مكاسب سياسية يقف بكل تفاؤل، شامخ الهامة، مرفوع الرأس، معتزاً بالمنجز التاريخى للثورة المصرية، ويحدوه الأمل فى النجاح متدثرا بثوب السعادة، بعيدا عن قناع الكآبة.

هل بعد ذلك تبقى قلوبنا منقبضة، وصدورنا ضيقة، وأفكارنا متمزقة، رهبة وخشية على مصرنا الغالية؟.. تفاءلوا عباد الله، واصرخوا فى وجه السوداويين والمكتئبين والقانطين.. إن مصر بخير.. والله العظيم.









مشاركة

التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

د. وائل عبده

تحية للتحليل العقلي

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد ابراهيم هَشّام

ترفع لك القبعه ولكن ...!

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود عباس الخولي

اشكرك على بث روح التفائل

عدد الردود 0

بواسطة:

ام عبدالرحمن باشا

تحليل رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو عبدالرحمن

ليت هذه الروح تسود

عدد الردود 0

بواسطة:

ayman abd elrhman

الله عليك

عدد الردود 0

بواسطة:

نور الاسلام عبده

ابدااااع

عدد الردود 0

بواسطة:

برهان غنيم

لابأس ...ولكن

عدد الردود 0

بواسطة:

د/ فوزى رضوان من السودان

حبيب قلبى هو ذا الكلام

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد محمد صالح

المقال المتزن ولكن

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة