خالد أبو بكر

ولادنا قتلوا.. وأهالينا خايفين.. وأنا مش آسف ياسيادة المشير

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011 09:42 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحجاج بن يوسف الثقفى ﻓﻰ ﻭﺻﻴﺘﻪ ﻟﻄﺎﺭﻕ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺣﻴﻦ ﺻﻨﻒ ﺍﻟﻌﺮﺏ قاﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ: ﻟﻮ ﻭﻻﻙ أﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ أﻣﺮ ﻣﺼﺮ ﻓﻌﻠﻴﻚ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻓﻬﻢ ﻗﺘلة ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ، ﻭﻣﺎ أﺗﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﺎﺩﻡ ﺑﺨﻴﺮ ﺇﻻ ﺍﻟﺘﻘﻤﻮﻩ، ﻛﻤﺎ ﺗﻠﺘﻘﻢ ﺍلأﻡ ﺭﺿﻴﻌﻬﺎ، ﻭﻣﺎ أﺗﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﺎﺩﻡ ﺑﺸﺮ ﺇﻻ ﺃﻛﻠﻮه، ﻛﻤﺎ ﺗﺄﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ أﺟﻒ ﺍﻟﺤﻄﺐ، ﻭﻫﻢ أﻫﻞ ﻗﻮﺓ ﻭﺻﺒﺮ ﻭﺟﻠﺪﺓ ﻭﺣﻤﻞ وﻻ ﻳﻐﺮﻧﻚ ﺻﺒﺮﻫﻢ ﻭﻻ ﺗﺴﺘﻀﻌﻒ ﻗﻮﺗﻬﻢ ﻓﻬﻢ ﺇﻥ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﻟﻨﺼﺮﺓ ﺭﺟﻞ ﻣﺎ ﺗﺮﻛﻮﻩ ﺇﻻ ﻭﺍﻟﺘﺎﺝ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﺇﻥ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ ﻣﺎ ﺗﺮﻛﻮﻩ ﺇﻻ ﻭﻗﺪ ﻗﻄﻌﻮﺍ ﺭﺃﺳﻪ ﻓاﺗق ﻏﻀﺒﻬﻢ ﻭﻻ ﺗﺸﻌﻞ ﻧﺎﺭﺍً ﻻ ﻳﻄﻔﺌﻬﺎ ﺇﻻ ﺧﺎﻟﻘﻬﻢ ﻓاﻧﺘﺼﺮ ﺑﻬﻢ ﻓﻬﻢ ﺧﻴﺮ أﺟﻨﺎﺩ الأﺭﺽ.
فى حياة كل شعب مراحل يقف عندها التاريخ، وفى هذه الأيام تمر بمصر ظروف لم نعرفها من قبل أو على الأقل لم نشاهد مثلها نحن أجيال الوسط من قبل، لكن «ولأن الكلام كتير اليومين دول لازم نفرق بين وجهة نظر كل واحد فينا عن بلدنا فى المرحلة اللى جاية، وبين وجهة نظر الشرع والقانون» فى موضوع قتل أبنائنا وإصابتهم إصابات جسيمة فى اليومين اللى فاتوا.

إحنا رايحين على فين؟ ده السؤال اللى كل المصريين بيسألوه دلوقتى وكل بيت أو نادى أو قهوة عليها كلام يكفى عشرين سنة جايين، بس ماحدش عارف يجاوب على كتير من الأسئلة.. المصريين بيقولوا: مين اللى بيتكلم؟ وبيتكلم باسم مين؟ واشمعنى هو اللى بيتكلم؟ وكيف نستطلع ما هو رأى الشعب المصرى؟ ومين هو الشعب المصرى؟ وهو موجود فين عشان ناخد رأيه؟ وإزاى؟

كل دى أسئلة أى حد فينا صعب يلاقى إجابة عليها الآن، فيما عدا من يقولون الانتظار لحين الاحتكام لصندوق الانتخاب، وهنا هندخل فى إطار آخر فى مدة الانتظار وكيفية إقناع المصريين بالذهاب إلى الصندوق والتصويت لتيار دون آخر ومدى استغلال أى تيار لنقاط ضعف بعض المصريين سواء أمام الدين أو أمام المال، ثم إن المصريين فى هذه الحالة سيصوتون لانتخاب أعضاء البرلمان، لكن مش هيقولوا هما عاوزين بلدهم تدار إزاى، يعنى نجاح فريق لسبب أو آخر فى الحصول على كراسى البرلمان ليس معناه أبداً أن يكون هذا الفريق معبراً فى سياساته عن طموحات الشعب ووجهة نظره فى مستقبل بلاده.

ما علينا هتلاقى كلام كتير من كل واحد من أول البواب إلى أساتذة العلوم السياسية، لأن البلد مش ملك لحد معين أو لتيار بعينه وإنما ملك للمصريين بكامل طوائفهم.

لكن كلنا بنتكلم عن حياتنا اللى جاية وفى ناس حياتها راحت ولن تعود، وفى أسر مصرية مستقبلها اتغير بحكم الواقع وليس بحكم الشرعية والانتخاب، أنا أكيد باتكلم عن كل اللى ماتوا وأسرهم والشباب اللى أصيب بإصابات مستديمة ستظل معهم مدى الحياة ولن تفارقهم وعليهم أن يخططوا لمستقبلهم وفقاً لهذه الحالة الجديدة التى أصابتهم ولن تفارقهم.

ومافيش كلام أهم من ده، وما تفتكرش إن الكلام مكرر ــ أبداً ــ موت ولادنا هو اللى اتكرر وبنفس الطريقة، طبعاً أهالى الناس دول ما ينفعش أروح أقولهم البقية فى حياتك أو ربنا يقومك بالسلامة وبعدين اكلمه عن المبادئ الدستورية والانتخابات، طبعاً ده يبقى تهريج، الناس دى دلوقتى مش عايزة تفهم غير حاجة واحدة مين اللى قتل ولادها؟ هيتحاكم إمتى؟ وولادهم هيتعالجوا إزاى؟ بس، أى كلام تانى مع الناس دول سيتحول إلى قنابل بشرية جاهزة للانفجار فى أى لحظة.

وهنا اختلاف وجهات النظر لن يكون بنفس الحجم كما هو فى السياسة فحديث القانون أكثر تحديداً والخلاف فيه ضيق مقارنة بالسياسة.

وعليه.. وعشان ولادنا ما يسمعوش فى يوم إن صوتنا لم يسمع فى وقت من الأوقات نتيجة خوف أو مجاملة، أعتقد أن المشير طنطاوى وعصام شرف ومنصور العيسوى ومساعديه قد يكونون مسؤولين مسؤولية سياسية وجنائية عن قتل وشروع فى قتل وإصابة العديد من أبنائنا طوال الفترة من 18 إلى 25 نوفمبر عام 2011، وذلك بأن علموا جميعاً باعتصام مجموعة من الشباب فى ميدان التحرير لم يكن لديهم أى نوع من التسليح ولم يمثلوا أى إعاقة لحركة المرور، فاتخذوا فيما بينهم قراراً بفض هذا الاعتصام، باستخدام القوة، الأمر الذى أدى إلى تداعيات أثناء تنفيذ هذا الأمر على أرض الواقع بأن رأينا جميعاً بأعيننا ميدانياً وعن طريق وسائل الإعلام استخدام القوه بإفراط وبشكل خارج عن قانون فض التظاهرات والتعامل مع المدنيين، الأمر الذى أدى إلى حدوث إصابات جسيمة بين هؤلاء المعتصمين، مما استدعى أقاربهم وأصدقاءهم وعموم المصريين إلى الذهاب إلى ميدان التحرير تضامنا مع هؤلاء لاسيما وقد أوردت وسائل الإعلام مشاهد لم يرها المواطن المصرى من قبل ولا تسمح مشاعره بأن يراها تحدث لأى من أبناء وطنه.

وبدأت تحدث الاشتباكات بين بعض المواطنين وأفراد وجنود وضباط الأمن المركزى لفترة زادت عن أربعة أيام أسفرت عن مقتل أكثر من 38 مواطنا وإصابة ما يزيد عن ألف آخرين بإصابات كثير منها جسيمة، وأيضاً نتج عن هذا الاشتباك وطول مدته إصابة بعض جنود وأفراد وضباط الأمن المركزى.

وعليه قد يكون كل من المشير طنطاوى بصفته ممثل الدولة فى المرحلة الحالية ورئيس الوزراء بصفته السياسية وما له من صلاحيات ووزير الداخلية منصور العيسوى ومساعده للأمن المركزى بصفتهم المنوط بهم المحافظة على الأمن وسلامة المواطنين – قد يكونون من وجهة نظر المجنى عليهم – مسؤولين جميعاً عما حدث من وفيات وإصابات فى صفوف المدنيين أو فى صفوف الشرطة.

ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن يقبل عاقل أن يتم الاعتداء على وزارة الداخلية أبداً، بل إن القانون خول الشرطة استخدام القوة تجاه من يعتدون على المبانى الحيوية فى الدولة شريطة أن يمثلوا خطراً حقيقياً وأن يستخدم تجاههم تدرج فى استخدام القوة وأن يكون هناك حرص شديد على أرواح وأجساد المواطنين كأولوية مقدمة على الحفاظ على المنشآت الحيوية للدولة.

وبلغة بسيطة: لكن تقول إيه لو الناس اللى فوق دول يقولوا طيب أنا أصدرت أوامرى وفقا للقانون، وممكن الناس اللى على الأرض يقولوا إحنا كنا بنفذ الأوامر، كل ده صح.

لكن إحنا بنسأل إنت كنت فين يا مسؤول والأوامر بتاعتك بتتنفذ؟ وانت يا اللى على الأرض إزاى نفذت الأوامر، وبأى طريقة؟ لكن مين المسؤول الكبير اللى شاف كل الاشتبكات دى بتحصل وولاد بلده بيموتوا ولم يحاول التدخل طوال أربعة أيام؟ وبعد الأربعة أيام وردت على دماغه فكرة إنه يستخدم جزءا من إمكانياته اللى إحنا دافعين تمنها ويقيم حواجز فيما بين هؤلاء المصريين من المواطنين وإخوانهم المواطنين من الشرطة.

وفعلاً الفكرة دى نجحت وأوقف نزيف الدماء وتوقف عداد الضحايا، طيب العبقرى الميدانى ده كان فين فى الساعة الأولى والتانية؟؟ واليوم الأول والتانى؟؟ أنا حقيقى ماعرفش كان فين.. لكن الحقيقه اللى أعرفها إن فى نتيجة حتمية لهذا التأخر وعدم اتخاذ قرارات سريعة على الأرض النتيجة هى موت الكتير من ولادنا وفقدان كتير منهم لأعينهم.

ويستمر البكاء والحزن فى كل بيت مصرى ووجع فى كل القلوب المصرية وخوف على بلدنا وعلى مستقبل ولادنا، ودلوقتى خلاص ماعندناش غير ربنا نشتكيله وندعى إنه يحفظ لنا بلدنا اللى بنحبها وبنخاف عليها ونعرف إن الحاجة الوحيدة اللى مش ممكن هتروح هى حبنا لبعض وتضامننا مع بعض وقت الضيق بس معلهش وعشان كل ده.. أنا مش آسف يا سيادة المشير.

ولنا سطور أخرى الأسبوع القادم إن كان فى العمر بقية..








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة