خالد أبو بكر

كل سنة وإنت طيبة يا مصر

الأربعاء، 09 نوفمبر 2011 10:30 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
والله يامصر أنا مكسوف منك، لكن كل عيد وإنت بخير والعيد اللى جاى إن شاء الله تكونى فى أحسن حال، أنا عارف إنك زعلانة ومش مبسوطة وفى مشاكل كتير وأحزان أكتر، وناس من ولادك كانوا معانا العيد اللى فات والنهارده بنعيد من غيرهم، وناس مصابة من ولادك ولسة وجعهم فى قلبك، وعارف إن ولادك قسموا بعض، لناس يقولوا عليهم فلول، وناس بيحاربوا الفلول، ونسيوا إن كلهم ولادك، وإن هم كلهم لازم يرجعوا إيد واحدة من تانى عشانك، ده طبعا بعد ما نقطع اللى إيده اتمدت على خيرك، وكمان إنت زعلانة عشان محدش فاهم مين اللى عامل فوضى بين أهلك وناسك، ومين اللى بيحميكى ومن مين بيحميكى، وطبعا أكيد يا مصر إنتى مش عارفة يعنى إيه إعلان دستورى، ولا معناها إيه مبادئ فوق دستورية، أو تعريف معنى كلمة القوى السياسية، وسيباهم يخططوا لمستقبلك لوحدهم من غير ما يعرفوا إنك بتاعت الكل مش بس بتاعت اللى صوتهم عالى.
وعارف إن أنا وغيرى كنا السبب فى زعلك لأننا اتأخرنا عليكى سنين وتركناك للى سرقوك وظلموا أهلك وكنا بنتفرج عليهم لحد ما وصلنا لدرجة إننا اتعودنا على الظلم.
كانوا بيضحكوا علينا وبيفهمونا إنهم بيحبوك، لكن الحقيقة إنهم كانوا بيحبوا أنفسهم وأولادهم على حسابك وعلى حساب مستقبلك، كنا بنقول وإحنا مالنا هو إحنا اللى هنصلح الكون، وكنا بنخاف على أولادنا ومصالحنا أكثر ما بنخاف عليك، كانوا بيضحكوا علينا بمباريات الكورة، ويفهمونا إن تشجيع اللى بيلعبوا باسمك هو أقصى أنواع الوطنية، لكن اتضح أإن اللعب كان على كبير أوى، وكانوا مسلطين علينا أبواقهم الإعلامية اللى للأسف خدعونا ونقلولنا الحقيقة مغلوطة، وخلونا نقع فى حيرة كل ده عشان مصالحهم الشخصية، ومش بس دول ده كان فى سباق من كل أطياف المجتمع على تزييف الواقع لصالح مجموعة بعينها، وللأسف إحنا كنا مصدقين ومش عارفين الحقيقة.
وكانوا بيفهمونا إنه عيب إنك تتكلم على الكبار اللى ضحوا عشانك، وهما كانوا عارفين إنهم كبروا لدرجة حسستهم إننا لسنا موجودين ومالناش حساب، وكان أساتذتنا بيضحكوا علينا بالتواضع فى الكلام والنقاش فى العلن فى كل شىء، لكن فى الخفاء للأسف ذمتهم المالية كانت بايظة، وده اللى إحنا عرفناه متأخر، واللى كتبهم فى مكاتبنا حتى اليوم بيعلمونا فيها قواعد القانون أصبحوا متهمين بالفساد وبعدم احترام ما علمونا من احترام القانون.. والله أعلم فين الحقيقة.
بس الله يرحمهم اللى استشهدوا عشانك واللى علمونا إزاى نحبك واللى عرفونا إنه اللى يحب حد يضحى عشانه مش يهتف ويزعق وهو فى مكانه، علمونا إن الأرض لا تخرج زرعا دون أيادى من يغرسون فيها ويرعوها، وأولادك اللى علمونا أيضاً إزاى ضحوا عشانك حتى بنور عيونهم ومخافوش، لأن ماكانش عندهم حاجة يخافوا عليها أغلى منك.
بس خلاص يا مصر إحنا اتعلمنا الدرس، وقررنا نحبك بجد مش بالكلام، مش هنصدق أى حد يقول إنه بيحبك إلا إذا شوفناه فعلا بيعمل حاجة بجد عشانك، ومش هنصدق الناس اللى بتحكمك دلوقتى أو بكره لكن هنراقب أعمالهم ونقيمها، وخلاص مش هسكت على ظلم غيرى لأنه أول خطوة فى بداية الظلم تجاهى، ومش هقول على الكبير إنه لا يخطئ، أبدا، هاواجهه بغلطه، ومهما واجهت من تعنت، مش هسكت لأنى لو سكت تانى هكون خنت ولادك اللى استشهدوا وأصيبوا عشانك.
كان زمان مشكلتنا إن اللى كانوا بيحكموكى فاسدين، النهاردة مشكلتنا إن اللى بيحكموكى مسنين، تلاقى المسؤول فيهم بيتحرك بعد المشكلة بيومين، ودائما يعملوا اجتماعات واقتراحات وتعديلات ولا حد فاهم منها حاجة، ولا هما نفسهم فاهمين، وشوية يقولوا إعلان دستورى، وبعدين يطلبوا رأينا، ويصدروه وبعدين يعدلوه وبعدين عايزنا نعمل اتفاق على مبادئ يلتزم بها من ينتخب ومن سيقومون بإصدار الدستور، هو حد ضامن عمره.
ولو اتكلمنا يقولوا نحن الأساتذة وإنتم تلاميذ ونسوا أو تناسوا إن المنهج قد تغير ولم يبق الأستاذ أستاذا ولا التلميذ تلميذا، ومش عارف هما كانوا فين الأساتذه طوال السنين اللى فاتت.
مشكلتك اللى أوعدك إننا هنحلها هى إننا نخلصك من العواجيز دول ومن أفكارهم القديمة وتحركاتهم البطيئة، ومن رواسب الماضى اللى جواهم، اللى لا تعرف الطموح ولا الأمل فى بكره.
خلاص.. أرجو إنك تقبلى اعتذارى وتثقى فى وعدى ليكى المرة دى وصدقينى مبقاش فيه حاجة نبكى عليها تانى ومعندناش مكان نعيش فيه غيرك.
واوعدينى إن من النهارده تحاولى ترجعى تتضحكى تانى والأمل فى بكرة يزيد ونحلم بيوم جديد لا فيه فاسدين ولا مسنين، وكل عيد وإنتى وأولادك طيبين..
ولنا سطور أخرى الأسبوع المقبل إن كان فى العمر بقية..








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة