حمدى الكنيسى

لم يسعدنى الحظ!

الجمعة، 16 ديسمبر 2011 07:58 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يسعدنى الحظ بحضور الاحتفال الكبير الذى أقامته نقابة الصحفيين تكريمًا لأسرة «اليوم السابع» «موقعًا إليكترونيّا فريدًا وصحيفة بالغة الحيوية» وذلك بمناسبة فوزها للعام الثانى على التوالى بجائزة «فوربس»، وكم كنت أتمنى مشاركة هذه الأسرة الرائعة وقائدها الشاب المتألق خالد صلاح سعادتهم بالجائزة والتكريم، لكننى - محتفظًا بحقى فى أن أدلى بشهادتى - أقول إن من يقترب من هذه الأسرة يجد تجسيدًا حيّا لمعنى العمل الجماعى الخلاق الذى يطلق إمكانيات، وطاقات مجموعة من الشباب الذى يبعثون بأدائهم الأمل فى المستقبل الذى تتطلع إليه مصر، وهم - بالتأكيد - فصيل من الشباب الذين فجروا ثورة يناير النبيلة التى نقلتنا وتنقلنا من عصر الجمود والخمول وفقدان الإرادة إلى عصر من الإبداع والتطور فى ظل مناخ الحرية والديمقراطية!

«الدرس التونسى المحترم!»
بين تونس ومصر أكثر من رباط عبر التاريخ العربى والإسلامى والأفريقى لكنّ ثمة رباطًا جديدًا جمع بين الشعبين الشقيقين، وهو ربيع الثورات العربية، حيث يسجل التاريخ أن «ثورة الياسمين التونسية»، وثورة «25 يناير» المصرية أطلقتا هذا الربيع العربى الذى أعلن وجوده عمليّا فى ليبيا بسقوط نظام معمر القذافى، كما تظهر بوادره الواضحة فى اليمن وسوريا «والبقية تأتى إن شاء الله»، والمهم أنه مع هذا الرباط الثورى بين دولتينا، كان من الطبيعى أن نتابع نحن تحرك الشعب التونسى على طريق الديمقراطية، وبصراحة يعتبر هذا التحرك درسًا محترمًا يتعين استيعابه، فقد آثروا أن يبدأوا بوضع الدستور الجديد الذى تنتقل به تونس مع عهد الديكتاتورية والاستبداد والفساد إلى عهد جديد يتنفس الحرية والديمقراطية، وقد توج هذا التحرك بالأمس بأداء رئيس الجمهورية التونسية الجديد «محمد منصف المرزوقى» لليمين الدستورية أمام أعضاء المجلس التأسيسى، وعلى الفور بدأ الرجل العمل مع الحكومة الجديدة التى شكلها «حزب النهضة الإسلامى»، وهنا أتوقف معك - عزيزى القارئ - أمام جانب آخر للدرس التونسى، ويتمثل فيما قاله «الغنوشى» زعيم هذا الحزب الذى فاز بأغلبية الأصوات، وما قاله كان بمثابة نصيحة وجهها للتيار الإسلامى فى مصر، وتحديدًا «للإخوان المسلمين» الذين ينتمى هو إليهم، فقد قال بوضوح ما بعده وضوح إنه ينصح بتشكيل حكومة تضم أحزابًا علمانية وفيها مسيحيون، محذرًا من تكرار تجربة سيناريو الجزائر فى التسعينيات من القرن الماضى، وأضاف الرجل أن الإسلاميين يواجهون الآن فى مصر وتونس الأمر الواقع وليس مجرد أفكار وشعارات، ولعلنى أردت بالتركيز على ما قاله الزعيم الإخوانى التونسى أن ألفت أنظار بعض المنتمين للتيار الإسلامى الذين يطلقون تصريحات تثير القلق على مستويات عدة داخل وخارج مصر، بل إن منهم من يشتط فى تصريحاته فيسىء إلى حزبه وجماعته بل يسىء إلى الدين الحنيف، وإذا كانوا لم تصلهم نصائح «الغنوشى» فإنهم على الأقل قد وصلتهم تصريحات قيادات إسلامية خاضت العمل السياسى بوعى وذكاء مثل الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح والدكتور العوا، والمهندس أبوالعلا ماضى وغيرهم ممن تحدثوا عن إمكانية أن تتولى امرأة رئاسة الجمهورية وإمكانية أن يكون المسيحى رئيسًا للدولة، كما أشاروا إلى ضرورة التعامل مع الواقع العربى والدولى بالصورة التى تحفظ لمصر مكانتها وتحميها من أخطار لا يعلم إلا الله مداها وحجمها!!

لماذا «الكتلة» وهؤلاء؟!
مع بداية المرحلة الثانية مع الانتخابات البرلمانية تحركت كل الأحزاب والتحالفات ويبدو أن اتجاهًا جديدًا قد بدأ يتبلور فى القبول وبالرضا الكامل لحصول «حزب الحرية والعدالة» على المقدمة من حيث الأغلبية، إلا أن الحرص على الديمقراطية الوليدة يستدعى تواجد أصوات قوية للمعارضة وهذا ما يمكن أن يتحقق من خلال «تحالف الكتلة المصرية» وتحالف «الثورة مستمرة» وأحزاب الوفد والوسط وغيرها من الأحزاب التى يمكن أن تضيف للحوار الديمقراطى فى البناء تحت قبة البرلمان، فهل تحقق نتائج المرحلتين «الثانية والثالثة» هذا الأمل؟








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة