أحمد عطوان

مشايخ الليبرالية الجدد

الإثنين، 19 ديسمبر 2011 10:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحملة الشعواء التى يشنها رءوس الحربة للتيارات الليبرالية على الفضائيات ضد "الإسلاميين" شىء يدعو للشفقة والاستفزاز فى آن واحد.

لقد أقاموا محاكم للتفتيش بالفعل ونصبوها على قارعة كل طريق، وترصدوا وتصيدوا كل تصريح ورأى وفكرة تخرج من الإسلاميين، ثم جلبوا خيلهم ورجالهم وجاءوا بقدهم وقديدهم، وعدتهم وعتادهم، وشرعوا أسلحتهم وصوبوا النبال والسهام فى صدور الإسلاميين وفجروا دانة التخويف، وأطلقوا خرطوش "التهويل" بأن مصر سقطت فى فخ "الظلاميين".

بات أمرا مستفزا أن يحتل دعاة "العلمانية" ومشايخ "الليبرالية" ووعاظ "اليساريين" وخطباء "أقباط المهجر" منابر الشاشات الفضية ويتحفون المشاهدين بخطب عصماء ويتوعدون المصريين بالويل والثبور وعظائم الأمور والمستقبل الهباب وتكاد تكون خطبة دوارة يلقونها جميعا:
"يا قوم إنهم سوف يمنعون عنا الخمر، ويرفضون المايوه، ويغلقون السينما، ويأمرون بالحجاب والنقاب، ويطاردون السافرات المتبرجات، ويفرضون الجزية على الإخوة الأقباط ".

ثم يلقون الرعب فى قلوبنا وينزعون الأمان من مستقبلنا، متوعدين المجتمع المصرى باللطم على الخدود وشق الجيوب، ندما على ما اقترفت أيديهم من جرائم الاختيار والانحياز والتصويت "للتيار الإسلامى" ومنذرين الجميع بالعاقبة، ودخول "جهنم" التى يمتلكون مفاتيحها بوصفهم أهل "الفكر" والعقل الأطهار و"النخبة " المصطفين الأخيار.

ويا سبحان مغير الأحوال صمتت حناجر السلفيين والإخوان فيما يحصدون مقاعد البرلمان، وهم الذين طالما كانت جريمتهم التفتيش فى النوايا وإقامة محاكم التفتيش لكافة التيارات التى تقف على الضفة الأخرى.

لقد تركوا الساحة لمشايخ الليبرالية الجدد، يفتوننا فى أمر ديننا ودنيانا، ويأمرون بالعلمانية وينهون عن الظلامية، يدعون الناس إلى صراط "الديمقراطية" المستقيم، وينذرونهم من الكفر والشرك، وأن يدعوا مع الليبرالية إلها آخر، إنهم إذن لفى عذاب شديد وخراب عظيم.

أفزعنى هذا الوعيد والتهديد فى الخطاب الليبرالى الإعلامى المتوحش الذى يهاجم كل أشكال ومظاهر التدين فى الدعاية الانتخابية والطعن فى ثقافة المصريين، وفى إرادتهم الحرة واتهام المجتمع بالجهل والتخلف بانسياقه وراء العاطفة الإسلامية بلا عقل، وإن تعجب فعجب أن يحيلوا نجاح حزب الحرية والعدالة الجناح السياسى للإخوان المسلمين وحزب النور السلفى فى الانتخابات البرلمانية نظرا لوقوف أنصارهم أمام اللجان الانتخابية لتوجيه الناخبين!!.

على مشايخ الليبرالية الجدد أن يريحوا أعصابهم قليلا ويلتقطوا أنفاسهم ثم ينظروا حولهم ليدركوا أن الفتاوى التى يطلقونها تهوى بهم فى نار الحقيقة الموجعة بأن الإسلاميين قادمون وتلك الحملة الشرسة هى خير دعاية لهم وتزيد من صعودهم وسيطرتهم على المشهد السياسى الحالى.








مشاركة

التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد جمال

مش فاهم

ربنا يشفيك

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

كلمة محق

عدد الردود 0

بواسطة:

نور الاسلام عبده

ابداااااااااااع

عدد الردود 0

بواسطة:

ابراهيم عناني

والله مقــــــــــــــال محترم وفكر محترم

عدد الردود 0

بواسطة:

sahar

مقال رائع اتمنى ان يعيه اصحاب العقول

عدد الردود 0

بواسطة:

sophia

السير بخطى عملية

مقال ممتاز

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد صلاح

لله درك ايها الرجل

عدد الردود 0

بواسطة:

ميدو

تسلم إيدك

قلت ما يدور في عقلي

عدد الردود 0

بواسطة:

سليمان

صدقت

عدد الردود 0

بواسطة:

الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة

إلى رقم واحد ربنا يشفيك أنت

فوق

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة