حمدى الكنيسى

«العُرس» له دروسه أيضا

الجمعة، 02 ديسمبر 2011 03:41 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نفرح ونسعد كلنا بأننا نعيش ونشارك فى «عُرس الديمقراطية» الذى حرمنا منه عشرات السنين!!. نفرح ونسعد كلنا بأننا بهرنا العالم مرة أخرى، بعد ثورتنا النبيلة، وذلك بوعينا الذى قيل إنه غاب عنا، وبتحضرنا الذى قيل إنه ابتعد عنا، لكننا - لكى تكتمل فعلا فرحتنا، وتكتمل بالتالى فعاليتنا، فنحرس ونصون أداءنا، وأداء من أولكنا إليهم مهمة أن يكونوا نوابا عنا، علينا أن نتوقف بالدرس والتحليل لجوانب وأبعاد هذا العُرس الجميل:
أولا: الإقبال الهائل غير المسبوق على الإدلاء بالأصوات فى لجان الانتخابات، دون أى دافع إلا الحرص على اغتنام الفرصة الذهبية، لإرساء قواعد «الديمقراطية»، إدانة صارخة لمن حرمونا منها، وتحذير صارم لمن يفكر مستقبلا فى الخروج عليها، فقد صارت كل الميادين فى كل المحافظات «ميادين تحرير»، جاهزة لاحتشاد الملايين المدافعين عن حقهم الذى استعادوه، خاصة وأنهم اكتشفوا قيمة أصواتهم الانتخابية التى لا تزور ولا تباع ولا تشترى!!
ثانيا: استعاد الشعب الثقة فى نفسه وإمكانياته، بعد أن أزالت الثورة الغبار الذى لحق بصورته على مدى ثلاثين عاما أو أكثر، وبهذه الثقة يترسخ انتماؤه للوطن، وحرصه على أن يكون جديرا بالانتساب إلى من صنعوا حضارة العالم، وبهذه الثقة سوف يقتحم كل مجالات التحدى تطورا وإنتاجا وتفوقا.
ثالثا: ما شهدته مصر من احتضان شعبها العظيم للديمقراطية الوليدة حتى ضمت طوابير الناخبين الطويلة شيوخا، تجاوزوا السبعين والثمانين من عمرهم، ومرضى ومعاقين تغلبوا على أمراضهم وإعاقاتهم، ونساء رفضن البقاء فى بيوتهن واصطحبن أطفالهن، هذا المشهد يعتبر فى حد ذاته شهادة أخرى، تفقأ عين أى مكابر، بأن ما رأيناه وما نراه هو إحدى النتائج الرائعة لثورتنا النبيلة التى يحاول البعض تشويهها، والانتقاص من منجزاتها التاريخية، فهى التى فتحت أبواب الديمقراطية التى ظلت موصدة لا يقترب أحد منها.
رابعا: تحرك الشعب بكل فئاته وطوائفه لظهور البرلمان الحقيقى، قد يجعل شبابنا المعتصمين منذ أيام فى ميدان التحرير، وأمام مجلس الوزراء يعيدون النظر فى بعض مواقفهم، حتى إن منهم كثيرين تركوا الاعتصام واتجهوا إلى لجان الانتخابات، للإدلاء بأصواتهم، بالرغم من أن أحد شعاراتهم كان يدعو لتأجيلها، كما أن أجواء الانتخابات قد هيأت المناخ لتشكيل حكومة الإنقاذ برئاسة الجنزورى، وبذلك تراجع كثيرا زخم وحجم المطالبة برئيس حكومة آخر، كما أن ما أعلن عن دور ملموس للشباب فيها، وخطط لاستعادة الأمن وتحريك عجلة الإنتاج، محاور لا يختلف عليها أحد!
خامسا: لعل شبابنا الذين نحمل لهم كل الحب والتقدير، ونعترف لهم بفضلهم فى إطلاق شرارة الثورة، يدكرون الآن أن أى مطلب جوهرى لابد أن يلتف حوله الشعب كله، ومن ثم فإن «التحرير» وحده، لو تشبث بالقرار الواحد، سيجد أنه يمارس «ديكتاتورية الأقلية»، مهدرا أحد أبرز أهداف الثورة وهو «الديمقراطية» - الديمقراطية التى لا تمنح أحدا أو جهة أو كيانا واحدا حق الفيتو فى وجه أى مطلب جماعى!
سادسا: لمن تصوروا أن الثورة عندما تعثرت، وارتبكت خطاها فى الشهور القليلة الماضية، تنزلق إلى نهايتها التى يتمناها ويسعى إليها أعداؤها فى الداخل والخارج.. واجههم الشعب بما خيب ظنهم وأفشل مسعاهم.
حيث أكد عمليا احتضانه للثورة، وإصراره على تحقيق أهدافها.
سابعا: تقدم «حزب الحرية والعدالة»، و«حزب النور» نحو الحصول على الأغلبية فى مجلس الشعب، يضع التيار الإسلامى أمام اختبار حاسم قد ينجح فيه لو استجاب لطبيعة العصر، والتزم بوسطية وسماحة الإسلام، وإلا فإن ما أظهره الشعب من وعى وإيجابية، سيكون له رأى آخر، خاصة وأن الدورة التالية لمجلس الشعب، قد تكون قريبة ارتباطا بالدستور الجديد.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة