قطب العربى

إلى ثوار التحرير.. شكراً على العلاوة

الخميس، 10 فبراير 2011 01:49 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من المؤكد أن العلاوة التى قرر مجلس الوزراء صرفها للعاملين فى الجهاز الإدارى للدولة بواقع 15% مع زيادة المعاشات العسكرية والمدنية بالنسبة ذاتها، بدءاً من راتب إبريل المقبل يعود الفضل الأول فيها للثوار المرابطين الآن فى ميدان التحرير وليس نتيجة إحساس الحكومة بمعاناة هؤلاء الموظفين، فالمعاناة قديمة ومعروفة والحكومة الحالية هى امتداد لحكومات سابقة لا يهمها معاناة الناس، لكنها تريد أن تنجو بنفسها من تصاعد غضب الشارع، إذن الشكر واجب للثوار وليس للحكومة.

ربما كانت هذه العلاوة هى أقل الانجازات التى حققتها الثورة المصرية، ولكنها – على ضآلتها – تعد أمراً حيوياً للملايين من أبناء الشعب، حيث إنها تعدت الموظفين الحكوميين إلى من يحصلون على معاش السادات والمعاش الشامل والخاص بالعمالة غير المنتظمة‏.‏

بركات التحرير إذن تهب على المصريين القابعين فى بيوتهم والذين كان الكثيرون منهم – وتحت تأثير الإعلام الرسمى – يتهمون أبناءهم وبناتهم وإخوانهم فى التحرير بالعمالة والخيانة وتعطيل الحياة والمرور.. إلخ.

حسناً، يتفهم الثوار فى ميدان التحرير وغيره من ميادين وشوارع مصر معاناة شعبهم، وتعطل الكثير من الأعمال، وانتشار الفوضى وعمليات السلب والنهب لبعض الوقت، لكنهم - أى الثوار– بريئون من كل ذلك، فكل هذه الأعمال هى من صنع النظام، الذى أطلق السجناء الجنائيين والبلطجية ليعيثوا فى الأرض فساداً، بهدف نشر الذعر بين أبناء الشعب ودفعه لدعم الرئيس ومعاداة الثوار، كما أن النظام هو من عطل العمل فى المصالح والهيئات الحكومية وغالبيتها لا تقع فى ميدان التحرير أو قريباً منه، بل تقع فى أماكن نائية وآمنة تماماً.

بركات التحرير لم تقتصر على العلاوات أو الإعفاء من غرامات التأخير سواء للضرائب أو التأمينات، بل شملت أيضاً تثبيت الآلاف من العمالة المؤقتة فى العديد من الوزارات، ولكن الأهم من كل ما سبق هو إعادة الكرامة للمواطن المصرى، الذى أصبح يشعر بفخر بالغ الآن بجنسيته، والذى نزع الخوف من داخله، والذى أعاد اكتشاف نفسه وقدراته ومواهبه.

ثورة التحرير لم تنتهِ بعد حتى نقدم جردة حساب لإنجازاتها، ولكن ما تحقق حتى الآن كثير، يكفى أنها أنهت حكم مبارك ( ولو بعد 7 أشهر)، يكفى أنها أنهت كابوس التوريث بشكل قاطع، يكفى أنها أجبرت النظام على إدخال إصلاحات دستورية مهمة منها فتح الترشح للرئاسة أمام كل المصريين بحد أقصى مدتين، وأنها ستعيد الإشراف القضائى الكامل على كل الانتخابات، وتشكيل لجان لمحاسبة المسئولين عن الانفلات الأمنى، وتعقب رموز الفساد، ولكن كل ذلك لا يلبى مطالب الثوار الذين هتفوا من أول يوم برحيل مبارك وهم لا يزالون عند هذا الموقف، والأرجح أنهم سيحققون هدفهم.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة