قبل انتخابات مجلس الشعب المزورة الأخيرة، كان الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية يواصل أكاذيبه المعهودة، وأكثرها ما قاله فى قناة الحياة عن أن تزوير الانتخابات لا تقوم به الدولة، وإنما هو من سلوك الأفراد، وظل الرجل يتحدث مدافعاً عن هذه الرؤية السيئة دون أن يقول كلمة واحدة ينتقد فيها سلوكيات الدولة فى هذا المسار.
دخل مفيد شهاب إلى منصبه الوزارى الذى اشتاق إليه كثيراً، وظل يدافع بالحق والباطل عن كل مساوئ النظام السياسى.
تحدث عن التعديلات الدستورية التى ألغت الإشراف القضائى على الانتخابات، والتعديل الدستورى المشوه للمادة 76، باعتبارهما من الإنجازات الديمقراطية الهائلة، وتحدث عن كل القوانين سيئة السمعة التى أعدتها الحكومة على أنها إنجازات عبقرية للنظام الذى ينتسب إليه.
ترك مفيد شهاب رداء رجل القانون، وانحاز إلى رغبات السلطان، وظل يفتى بالحق والباطل لتمرير كل شىء لصالح بقائه فى السلطة، وحين جاء التشكيل الوزارى الجديد احتفظ بمنصبه، فكان رسالة تعنى أن الرغبة فى التغيير غير ثابتة، وغير جادة.
خاض مفيد شهاب انتخابات مجلس الشعب فى الإسكندرية، وعبر الصحف رأيناه يجلس مع أسر فقيرة يتناول الطعام معهم، فى مشهد يريد أن يقول لنا من خلاله إنه رسول هؤلاء الناس البسطاء إلى الأجهزة التى من المفروض أن تلبى حاجتهم، وأن هؤلاء هم جمهوره فى الانتخابات، ولو بحثنا فى الحقيقة سنجد أن هؤلاء لم يذهبوا إلى صندوق الانتخابات لأنه كان معداً أصلاً لنجاح مفيد شهاب، وكل الوزراء الذين خاضوا هذه الانتخابات الأسوأ فى تاريخ مصر، وحين هبت ثورة 25 يناير، خرج هؤلاء الناس ضد النظام الذى يعد أحد رؤوسه.
لم يستطع مفيد شهاب كغيره من الذين نجحوا فى الانتخابات بالتزوير أن يذهب إلى دائرته لمواجهة الثائرين، لأنه يعلم تماما كيف نجح، ويعلم تماما أن صورته مع البسطاء الذين جلس يتناول معهم الطعام، كانت فى الحقيقة لزوم الدعاية الانتخابية الفارغة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة