مدحت حسن

منهج الفساد داخل مبنى التليفزيون

الجمعة، 18 فبراير 2011 08:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أتابع عن قرب العمل داخل مبنى الإذاعة والتليفزيون وكتبت كثيراً عما يحدث فيه، وقد كتبت مقالاً فى نفس هذا المكان الأسبوع الماضى يدعو لمحاسبة أنس الفقى وأسامة الشيخ قبل رحيلهما.

فقد كنت أتوقع إقالة الفقى فى أى لحظة وهو ما حدث بعدها بيومين وما زلت أعتقد أن أيام أسامة الشيخ فى المبنى باتت قليلة، وما يشغلنى بالإضافة لما حدث وضرورة المحاسبة ورد ما يمكن من أموال بالمليارات منحها من لا يملك لمن لا يستحق، هو الدعوة لأن يتم التعامل فى المستقبل القريب مع حدث فى مبنى التليفزيون وكأنه كان مجرد ماض وذكرى انتهت برحيل وزير الإعلام، إنما يجب أن تكون فلسفتنا هى كيفية التخلص من الفساد الممنهج الذى يعشش داخل أركان المبنى العتيد، فليس منطقيا أن يتم اختيار الغالبية العظمى من قيادات القنوات المختلفة من المذيعين والمذيعات، بغض النظر عن أى موهبة إدارية، وليس من الطبيعى أن يتنافس رئيس أى قناة فى تقديم البرامج مع المذيعين الذين يعملون تحت رئاسته.

فما يحدث على أرض الواقع هو تسخير كل إمكانيات القناة لبرنامج الرئيس ويصبح منصب رئيس القناة مع الوقت وسيلة للتربح الشخصى وليس مجرد هدف إعلامى.

ومن مفارقات القدر داخل هذا المبنى أنه توجد برامج تحمل نفس المعنى والمضمون على قنوات مختلفة ولكن منها ما يتم تميزه عن الآخرين بمزايا مالية خاصة وفقا لأسماء العاملين فيه ودرجة نفوذهم وقوتهم داخل المبنى وخارجه، ومن مفارقات القدر داخل مبنى التليفزيون المصرى أن تنافس القنوات بعضها ويتجادل رؤساؤها من أجل الانفراد بتغطية الأحداث المختلفة دون أى تحديد واضح لسياسات القنوات وأهداف إنشاؤها أساسا ومدى العائد الإعلامى والإعلانى الذى تحققه، بل إننى كنت شاهداً عن قرب على إطلاق قنوات وبدء تشغيلها ثم العمل فى مراحل لاحقة على تأسيس طاقمها الإدارى الذى يتولى تشغيلها، وقد اخترع المسئولون داخل المبنى أفكاراً ومسميات للترقيات الوظيفية لا توجد فى أى مؤسسة إعلامية فى العالم، ولو بذل المسئولون عن إدارة المبنى نفس الجهد فى استيعاب طاقات العاملين لكان ذلك بالتأكيد أفضل للعاملين وللمجتمع.

لست هنا فى مجال سرد خطايا العمل داخل المبنى ولكننى أدعو بعد أن ننتهى من محاسبة المخطئ وعزل من يجب عزله وسجن من يستحق، يجب أن يكون هدفنا جميعا هو إعادة بناء هذا المبنى على أسس مهنية سليمة بداية من مستوى النظافة المتدنى جدا ومرورا بطريقة اختيار القيادات والعاملين ووصولا إلى المحتوى الذى يقدم مسموعا أو مرئيا.











مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة