مرة أخرى أتوقف عند التجارب الإيجابية للمشاركة الشعبية التى تولدت فى قرى مصر بفضل ثورة 25 يناير، والتى أشرت إليها فى المقالين الأخيرين، مدللاً عليها بما يحدث عندنا فى قرى مركز طوخ قليوبية.
فى الأيام الماضية تلقيت اتصالات عديدة من شباب من قرى مختلفة، تشكو مر الشكوى من ضعف دور مراكز الشباب فيها، والتى يتربع على إدارتها نماذج منعدمة الكفاءة، واحتفظت بمناصبها طوال السنوات الماضية إما لأنها موالية للنظام السابق، أو لانصراف الكفاءات الشابة عن الانخراط فى نشاطها، ولهذا اختصرت هذه المراكز نشاطها فى كرة القدم، ولم يعد للنشاط الثقافى والاجتماعى والفنى والسياسى أى دور فيها.
وقد يبدو الحديث عن هذه القضية نقطة فى بحر المشاكل التى تواجه مصر حاليا، لكن تبقى مراكز الشباب فى القرى والمدن كيانات هامة لحلقة عمرية مبكرة تؤسس الإنسان طوال حياته، وأعتقد أن كل مصرى فى قرى ونجوع مصر لديه موهبة رياضية أو فنية أو اهتمام ثقافى، بدأ فى ممارسة هذه الموهبة من خلال هذه المراكز، ثم شقت طريقها بعد ذلك إلى الشهرة.
تراجعت مهام مراكز الشباب فى الثلاثين عاماً الماضية، وكانت مع غيرها من الأسباب العامة سبباً فى توجه الشباب إلى تصريف طاقتهم فى أفعال سلبية عديدة، وهو الأمر الذى يجب الالتفات إليه، ونحن ندخل مرحلة جديدة فى كل شىء بفضل ثورة 25 يناير، واقترح فى ذلك على المعنيين بأمور الشباب أن يكون هناك تأسيس جديد لوظيفة هذه المراكز، تبدأ من قراءة واعية للمستجدات التى طرأت على المجتمع، بفضل الثورة التكنولوجية، وكذلك تجديد اللوائح التى تحكم هذه المراكز، وفى الماضى كان الشاب الذى يمارس عملاً سياسياً معارضاً، يتم الحكم عليه بعدم الدخول فى هذه المراكز، وكانت الأجهزة الأمنية تلعب دورها القاتل فى تكريس هذا الأمر، أما وأن الأمور تغيرت الآن، فيجب أن تتغير معها النظرة إلى هذه المراكز حتى تكون مصنعاً حقيقياً للمواهب.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالرحمن
قريه الزرابى محافظه بنى سويف مركز بنى سويف