غادة عبود

لحمة ولا فراخ حضرتك؟

الإثنين، 21 مارس 2011 06:58 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بس قبل ما أفضى ما فى جعبتى أحب أوضح للقراء حاجة مهمة جداّ. أنا ما بكتبش المقال ده لأعنى به د. أحمد شفيق (كان الحديث عنه موضة من 10 أيام) ولا لوزير الطيران الحالى. لقد عرفت اسم د. أحمد شفيق وسط أحداث الثورة. و هذا لأننى أرفض معرفة أسماء الوزراء و المسئولين. الناس تسألنى "ليه يا غادة ما تعرفيش اسم وزير كذا؟ او إزاى ما تعرفيش فلان؟" أرد فى اقتناع "هو الوزير ده يعرف اسمي؟ لأ. ليه أنا أعرف إسمه؟ هل أنا كغادة أعنيله كشخص أى شيء؟ لأ. يبقى أضايق نفسى ليه؟" و على فكرة فى حاجة أهم برضه، المواضيع يا حبايبى و الكتابة موضة!!..آه موضة!! يعنى الموضة الأسبوع ده المنقط. اللى بعده المقلّم و كدة يعني. بس أنا ما بحبش الموضة فبتفرج و اكتب اللى أحبه و توافق عليه الصحيفة مشكورة.

الأخت الغير فاضلة بيزنس انسايدر نشرت فى ديسمبر 2010 مقالة بعنوان " أسوأ شركات طيران فى العالم." احتلّت فيه مصر للطيران المركز التاسع من عشر شركات طيران أخرى. و كان تعليلها لهذا التصنيف لطاقم مصر للطيران بأنه كسول و مهمل للركاب. كما أن التويلتس فيه غير نظيفة. و أوردت عن لسان راكبيها إنه "بالإضافة لطاقمها السيّء فإن الطعام يبدو كأنه بقايا طعام من شركة طيران أخرى.

إسمحولى أقول كلمة حق من شخص يعانى من حالة خاصة تخوّله من الحكم بدقة كاملة على أى شركة طيران. لقد بدأت اسافر وحدى دون عائلتى منذ أن كنت 14 سنة، سافرت كتير جداّ. إلى أن كان عام 2004 و أصبت بفوبيا الطائرات و الحالة تستمر فى الزيادة ولا علاج ينفع معاها. أنا بصراحة لغاية 2005 كان مستحيل أركب مصر للطيران، و ذلك من أجل ما كنت أسمعه عنها و عن سوء خدماتها.

لغاية ما كنت فى رحلة من القاهرة لبيروت أيضا لوحدي. و أكثر ما يرعب مريض الفوبيا هو دقائق الإقلاع. خاصة بعد التجارب المرعبة التى مر بها قبل ذلك مع شركات طيران هى الأفضل فى العالم. و فوجئت!!!!! بصوا أنا مش هاقدر أوصف التجربة غير أن إقلاع الطائرة كان حنيّن حنان لا عرفته ولا شوفته فى حياتي. الإقلاع الهادى المطمئن لوحده شجعنى أختار مصر للطيران تاني. و كنت قلت أهو ممكن كابتن طيّار واحد، بس لأ. أحسن طيار يقوم بالإقلاع فى العالم هو كابتن مصر للطيران. و طوال الرحلة يكون تكون قيادة الطائرة هادئة، لا تخلوا أكيد من مطبات هوائية و لكن حرفية و مهنية قائدى طائرات مصر للطيران تجعلهم الأكثر ثباتاً و هدوءاً.

و ما يخفاش عليكم إنى أول ما بحط رجلى فى الطيارة، لازم أعلن حالة الطواريء!!! و مفيش حد فيكى يا طيّارة ما بيبقاش عارف إن فى كارثة إسمها غادة عندها فوبيا هيستيريا. اتفضلوا بقى طاقم مصر للطيران بيعمل إيه؟ يستقبلوا خوفى و رعبى بابتسامة مطمئنة دافئة و النساء كمان بالذات منهم. يعنى المضيفات لطيفات النزعة و مش سمّاويين. و بيبقوا فاهمين إنه مريض الفوبيا محتاج يقعد لوحده لأنه بيبقى بين حرجه و خوفه مرعوب أكثر، و كمان عشان لا تؤثر هذه الحالة على بقية الركاب.

مريض الفوبيا بيبقى محتاج حد من الطاقم يشغله بالكلام فى أى موضوع عشان ما يركزش مع الطيارة. فبتلاقى حد من المضيفات دايماّ بيقعد معايا و بتتفرّغلى تماماً. و يقوم زملاءها بالتغطية لها دون أى تقصير. فكل الطاقم يعمل على أكمل وجه. التعامل مع هكذا حالة من الفوبيا تحتاج لكم هائل من المهنية و الصبر. و فعلاّ المضيفات دول كلهم اللى قابلتهم واجهات مشرفة للفتاة المصرية الجميلة العملية اللطيفة.

لاحظوا إن الكلام ده بيحصل مع فرد عادي. يعنى لا أنا حرم أحمد عز مثلاّ أو حرم جمال مبارك. ولا أنا ممثلة ولا مشهورة. مجرد شخص عادي. ما العُرف بيقول مادام إنت فرد مش بتتطلع فى التلفزيون ولا ليك ثقل سياسى يبقى طز فيك. بس طاقم مصر للطيران لم يتعامل بهذا الأسلوب.

أنا عارفة إن الموضة دلوقتى إننا نتكلّم عن الفساد اللى كان فى زمن ما قبل الثورة. نسب و نلعن!! ونقول ده نهب و ده أكل أموال الشعب!!! أنا عارفة إن أكتر تعليقات هتيجى للى مسجل مكالمة لعلان وهو بيقول بوسلى جرانة!!! و الكلام الأيام دى عن د. أحمد شفيق بطلت موضته و فى واحد تانى اسمه دلوقتى فى الأكثر قراءة.

مش الشطارة أبداً إنه لمّا تكون بتشتغل فى شركة كبيرة ليها رئيس عظيم، إن أفراد القسم بتاعك فى الشركة يبقى هو كمان طبق المعايير الممتازة الممارسة فى كل الشركة. و لكن التحدى الأكبر والامتحان الأصعب، لمّا يكون رئيس الشركة مهمل، وكل الأقسام مستوى عملهم بيتدنى يوم بعد الآخر، و القسم بتاعك الوحيد هو اللى بيتحسن و بيتقدّم إلى الأفضل.

خللى بالكم يا جماعة شركة مصر للطيران ليست ممثلة فى شخص. دى مؤسسة مصرية لازم نحافظ عليها و على سمعتها و تطورها بعد المرحلة الإيجابية اللى وصلتلها. و إذا كنّا بنتكلّم إننا قدام تحدى إحياء السياحة من جديد، فيجب علينا التوجه عبر وسائل الإعلام العالمية عشان ندّى لأفراد مصر للطيران حقهم الأدبى فى الشكر، و التسويق لهذه الشركة لتكون داعم اقتصادى مهم فى المراحل المقبلة يارب.

كلمة واجبة و مهمة:
كمّا نحيّى شهداءنا الأبطال الذين ضحوا من أجل أن يكون لمصر فجر جديد، من الواجب أيضاً أن نحيى الأحياء اللى سايبين عيالهم بيؤدوا واجبهم على أكمل وجه، دون تملّق أو ميكروفونات أو كليبات على قنوات "هيجانك لوحده مش كفاية!!" لازم نحيى كل مصرى يعمل بإخلاص حتى فى أكثر الأوقات الحالكة. اسمحوالى أشكر طاقم طائرة مصر للطيران : ا.هالة مختار. ا.شيماء محمد. ا. عادل الرفاعى أ. الكابتن أحمد محب. د. أحمد شفيق المسؤول السابق عن مصر للطيران شكر و تحية واجبة لكم.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة