ضحك علينا النظام السابق طويلا فيما يتعلق بالنظام الحزبى، وأعطى أحزابا كرتونية، ومنحها العطايا من أجل أن يروج أمام الرأى العام الداخلى والخارجى لكذبة أن هناك أحزابا كثيرة فى مصر، ووفقا لذلك ظهرت أحزاب كثيرة دون أن يعرفها أحد، وظلت تحصل على تمويل أدى برؤساء هذه الأحزاب إلى ارتداء أفخم الثياب، وانتظار اليوم الذى يتوجهون فيه إلى القصر الرئيس من أجل أن يمن عليهم الرئيس السابق بمقابلة ونظرة تنقلها كاميرات التلفزيون ومن أجل الحفاظ على العطايا والهبات الممنوحة لهم ومن الحكومة، كانوا جميعهم يقفون فى طوابير الطاعة، ومن يريد أن يتأكد من النتيجة البائسة لهذه الحالة فليعود إلى المشهد الذى حدث قبل تنحى الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، حيث اجتمع اللواء عمر سليمان مع قادة أحزاب مجهولة، كان من المفترض فى هذه اللحظة أن يدلو بدلوهم فى مستقبل البلد.
فقد كانت الخريطة الحزبية الرسمية تشمل 24 حزبا أو أكثر، لا يُعرف منها سوى خمسة أحزاب على الأكثر، أما العدد الباقى، فكان كل همه الحصول على التمويل من قوت الشعب المصرى، ولعلنا نتذكر الشيخ أحمد الصباحى رئيس حزب الأمة الراحل الذى اشتكى مرة للرئيس السابق مبارك من أن نفقاته ومصاريفه كثيرة ويحتاج إلى معونة، ولم يكن الحزب يمارس نشاطا من أى نوع، سوى الحديث عن إنجازات الصباحى فى الكرة الصاروخية، وأمله فى أن يتمم تعميمها فى مصر، وعندما رشح نفسه للرئاسة منافسا لمبارك، قال إنه لن يعطى صوته لنفسه بل سيمنحه لمبارك.
انتهى نظام مبارك، والآن جاء دور نهاية هذه الأحزاب، فبعد أن ألغى قانون الأحزاب الجديد الدعم الحكومى، من المؤكد أن تختفى كل هذه الأحزاب الكرتونية، لتنتهى أكبر أكذوبة تم ترويجها باسم الديمقراطية، وتبدأ رحلة النظام فى الحياة الحزبية.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة