منتصر الزيات

الدين النصيحة

الأربعاء، 09 مارس 2011 08:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
راحت السكرة وبقيت الفكرة كما يقولون، والدين النصيحة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لله وملائكته وكتابه وعلماء المسلمين وعامتهم» كنا فى حاجة أكيدة لحماسة الشباب، وبتنا فى حاجة أكبر لاستمرار دفقات الشباب وحيويته، بيد أننا نحتاج معها العقول المصرية المحترمة، وما أكثرها، والكفاءات العلمية فى امتزاج مشروع بين العلم والخبرة من جهة، والشباب والثورة من جهة أخرى، فاختلال العلاقة بين الحماس والعلم يؤدى لتبديد الجهود، وأحيانا يؤدى لكوارث يحتاج إصلاح آثارها إلى الكثير جدا من الجهد.

وإعادة التوازن للعلاقة بين الفكر والفعل تفتح الطريق أمام الأكثر كفاءة ليحتل موقعه الذى يستحقه، وفى الوقت نفسه يفتح الباب أمام كل متميز لأن يطمح فى أن يخدم دينه ووطنه مطمئنا إلى أن عمله سيكون موضع تقدير حقيقى لا أن تغيب الكفاءات تاركة ساحة العمل الوطنى والإسلامى لغير قليل من الأدعياء والمتحمسين المفتقرين للروية والطائشين المجردين من الخبرة فتكون الحصيلة هزيلة.

إن الجماعة الوطنية مطالبة بضرورة استمرار اليقظة، وأن نكون فى حاجة دائمة إلى يقظة دائمة فى ظرف صعب نعيشه ونبنى عليه آمالنا وأحلامنا المستقبلية وأن نهيئ لأجيالنا القادمة معطيات صالحة لبناء نهضة حقيقية تضع الأمة فى موضع قدم بين الحضارات المعاصرة، غير أن هذه اليقظة الدائمة ينبغى ألا تدفعنا إلى الغلو والمبالغة والإفراط فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى، فلندع العجلة تدور وحركة البناء تتواصل ومبادئ الإصلاح تتحول إلى واقع معايش.

إن أحد أهم ما يمكن أن يبدد نتائج ثورتنا أو يقوض دعائمها العُجب والشعور بالزهو، وهو مدخل من مداخل إحباط العمل، وتلاحظ لدينا فى الأيام الماضية التى أعقبت تنحى الرئيس السابق حسنى مبارك تعدد اللجان والأصوات التى تدعى تمثيل الثورة، وساءنا جدا أن نسمع من البعض تنكيرا لآراء البعض الآخر مدعيا عليه أنه لا يمثل الثورة، دون أن يقدم دليلا على احتكاره هو تمثيلها!

لا شك أن الملايين التى خرجت من يوم 25 يناير لها نصيب فى تلك الثورة المجيدة وحق فى التحدث باسمها، حقيقة أن من حسن الصنعة التوافق على مجموعة تعمل على تحقيق التنسيق بين المجتمع ومؤسساته المختلفة وبين الثورة، أعنى كل الحشود التى خرجت وضحت واختارت فى توقيت مفصلى أن تنحاز إلى ميدان التحرير وتحمى وتحتمى مع الثوار المهددين هناك فى مواقع الجمال والفرس والحمير وتوابعها التى شهدت قناصة القتل وأحجار التدمير، وربما أن أحد أهم أسباب نجاح الثورة عدم وجود قيادة موحدة لها وإنما سارت بقوة الدفع الذاتية أو قل الربانية.

والذى لا شك فيه أن دور الإخوان المسلمين فى رعاية الثورة وحمايتها والمشاركة فيها من يوم 28 يناير واضح وضوح الشمس فى رابعة النهار، وكان لخبرات شبابهم ورجالهم الدور البارز فى صد الهجوم التترى الذى شنه فلول الحزب الوطنى ومتابعة التصدى، كان معهم قوى أخرى وتيارات مختلفة إسلامية وقومية ووطنية وقبطية، أعتقد أن للإخوان فرصة تاريخية فى توفيق أوضاعهم وترتيب أولوياتهم وإعادة هيكلة علاقاتهم بالقوى الأخرى على قاعدة المساواة والتعاون المشترك، شريطة أن يشركوا معهم العناصر الأخرى التى تفيد المشروع السياسى الإسلامى والوطنى من تيارات إسلامية أخرى لا تنتسب تنظيميا للإخوان، فلا يليق بهم أن يحتكروا العمل السياسى البرلمانى وأيضا العمل النقابى.

اكتسبت الوزارة شرعية الميدان، فلندع عصام شرف يتحرك بحرية وهو يعلم أن ظهره مصان مغطى بأحلام الشباب والشيوخ والنساء والعمال والفلاحين والمهمشين، ونطرق كل يوم مطالبنا بوسائل تجعلها تحت الذاكرة.. والله من وراء القصد.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة