غادة عبود

اللى بيحصل ده قصة ولا مناظر؟

الإثنين، 11 أبريل 2011 07:23 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
واخدين بالكم إن تقريباً على مدار يومى لازم الأخبار تطلع علينا كل نهار بمصيبة؟ مبقاش فى يوم بيعدى من غير ما تسمع عن حادثة تثبّتك فى مكانك وتخلّيك تلف حوالين نفسك. تخبط إيد على إيد، لغاية و تسمع صوت جواك بيصرخ، " هو إيه اللى بيحصل فيكى ده يا مصر؟ إيه توب شيكاغو اللى عايزين يقيّفوه على مقاسك ده؟ انتى رايحة على فين يا مصر؟" دى مصر يا جدعان!! كان فين و فين لمّا الواحد كان يسمع عن حادثة تخلّيه يقلق، بس الأمور كانت بتهدى بسرعة، والناس ترجع لحياتها اليومية المعتادة.

تهديدات من أشخاص يطلقون على أنفسهم "السلفيين" بملاحقة غير المحجبات وإلحاق الأذى بهم، بعدين الجماعة نفسها تقطع أذن مواطن مصرى، ثم هدم أضرحة!! يليه خطف بنت عفت السادات. ترجع بنت السادات، تانى يوم يتقتل مصصم الأزياء المصرى محمد داغر!! يقبضوا على القاتل، يقولك فى معلومات عن قنبلة بجانب الأهرامات!! الموضوع يتلحق، تلاقى حريق هائل فى المهندسين، وحريق محدود فى مطار القاهرة!!!! بلطجيّة وملثمون يستعرضون إبداعاتهم الإجرامية بالقتل و النهب والاغتصاب كمان!! واخدين بالكم من توالى الأحداث وغرابتها؟ وعدم تلاؤمها مع طبيعة الشارع المصري؟ ده ولا مؤلف مسلسل "لوست" و "بريزون بريك" يقدروا على كدة!!

مفيش حد مؤمن ينفع يؤمن بكلمة "صدفة". و لكن كلّنا نؤمن "بالقدر". وأكيد كلنا عارفين أن الصدفة تفترض حدوث شيء اعتباطياً، دون تدخل أى طرف فيه. و لكن القدر هو ما كتبه الله لنا و سبّب الأسباب من أشخاص أو أفعال ينتج عنه تغيير ما فى حياة أشخاص آخرين.

أن يكون ما يحدث هو "قدر" بسبب عدم استقرار الأوضاع فى المرحلة الانتقالية، وعدم إعادة تفعيل دور الشرطة والأمن الوطنى فى الشارع المصرى، نتج عنّه حالة من الإنفلات الأمنى، و تصيّد كل من يعتمر فى صدره الجريمة، فقال حقى برقبتى ونفّذ كل واحد جريمته إعتقاداً منه إن البلد مشغولة بهموم أكبر من متابعة الجرائم، فهذا وقت ذهبى للتنفيذ والإفلات من العقاب، هنا لا نستطيع إلا تأويل ما يحدث بأنه أفعال فردية ليس وراءها نيّة مبيّتة أو مقصودة.

ساعتها يبقى اللى بيحصل ده مناظر. يعنى شوية تحابيش فى مشاهد الفيلم لعاشقى العنف. ساعتها يبقى الحمدلله إن اللى بيحصل مجرد مناظر ليس لها تأثير على مجرى الأحداث. هى مجرد مناظر مزعجة. و هى مسألة وقت قصير و سيتم القضاء عليها بمجرد عودة الشرطة و الأمن القومي. و حتى تنتهى هذه المرحلة الضبابية الملبّدة ببلطجة غير عمدية، سنستعين عليها بالصبر و الصلاة. و إن شاء الله اللى جاى يكون أحسن و أكثر أماناً.

أما الخوف كل الخوف، إن اللى بيحصل ده، وبهذا التوالى المخيف يكون قصة، يعنى حرب أجندات سياسية، كل واحد منهم عاملين زى اللى قاعدين على سفرة الغدا و قدّامهم خروف. كل واحد عايز يلحق ياخد أحسن و أكبر حتة فى الخروف. كل واحد مش بياكل ليسد جوعه ولكن بياكل عشان ينهب. عشان ياخد نصيب اللى جنبه و يكوّش على الخروف كلّه لوحده. مصر مش خروف يا أساتذه!!!! للحظات أكيد ساورنا كلّنا الشك، إلى أن اللى بيحصل ده قصة لفيلم. فيها سيناريست و مخرج و ممثلين. لو كان الشك ده صحيح فأنا أقدر أقولكم إننا بنمر فى الحبكة (واحد) حيث يجد البطل نفسه فى مشكلة نتيجة رد فعل خاطيء. لو استمر اللون على كدة و استمرت الأحداث فى التعقيد فى الدقيقة 70 هتحصل حبكة (2) يعنى كارثة و ذروة الأحداث هتكون مؤسفة، و كلّنا هننزل الشارع نلطم. الموضوع ده لو كان قصّة فيها سيناريست و مخرج بيكتب أحداث، كل حدث بيتنفّذ بالدقيقة و الثانية. و احنا عاملين نتفرج. والإعلام هنا مجرد دار عرض سينيمائي، يبقى التذكرة اللى كلّنا هندفعها مش هتبقى حياتنا و دمّنا. عارفين التذكرة هتكون إيه؟ مصر!!!!!

لا أقصد هنا الثورة المضادة اللى بقت عاملة زى كاميليا شحاتة!! شىء الناس بتتكلّم عنه طول الوقت لكن لا شافوه و لا عارفين هو موجود ولا لأ!!!! ولا أقصد شخص أو طرف بالخصوص. لأنى لو عندى شك كنت قلت اللى عندى. ممكن السيناريست والمخرج يكون طمع الأحزاب القديمة والجديدة والتى لم تعد محظورة، ممكن ألف احتمال، لو اللى بيحصل ده قصة يبقى لازم المسئولين يجيبوا السيناريست و المخرج و الممثلين ولازم الفيلم ده يتوقف فوراً قبل فوات الآوان.

يارب اللى بيحصل ده يكون مجرد مناظر محتاجين بس صبرٌ جميل إلى أن يمر هذا الوقت العصيب، أما لو كان ده قصة فياريت حد يقولّى إيه العمل، يارب استر عليك يا مصر و يحفظك. آمين.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة