حطت طائرة رجل الأعمال الكويتى ناصر الخرافى فى لبنان، فأعطى أوامره للطيار أن يعود إلى القاهرة، وفى القاهرة داهمه المرض لينتقل إلى المستشفى ثم إلى جوار ربه، لتكون هى مشيئة الأقدار التى جاءت بهذا الرجل إلى مصر التى أحبها إلى درجة العشق، ليلقى ربه على أرضها.
عاش ناصر الخرافى نموذجا لرجل الأعمال العربى الذى أخلص لعروبته، ورأى فى مصر بلدا يستحق أن يعطيه، لأن قوة مصر هى قوة لباقى العرب، وضعفها هو ضعف للعرب، فحط باستثماراته فيها، فى الوقت الذى كان فيه آخرون يساعدون الغرب بأموالهم واستثماراتهم، وكان نصيبه من المصريين حبا كبيرا.
فى أوقات المحن تظهر معادن الناس، ومعدن ناصر الخرافى الأصيل كان يظهر فى مصر كلما كان يقيم على أرضها مشروعا جديدا يفتح بيوت المصريين، وتدافعت استثماراته حتى وصلت الى 38 مليار جنيه فى مصر، يستفيد منها نحو ما يقرب من 300 ألف عامل يعملون فى 35 مشروعا، ولم يقف عطاؤه لمصر عند هذا الحد بل يتذكر المصريون له قراره بضخ مليار دولار للبنك المركزى المصرى وقت تدهور العملة فى التسعينيات من القرن الماضى.
فعل ناصر الخرافى كل ذلك، بقناعة كان يذكرها دائما بقوله: "مهما فعلنا لمصر فلن نعطيها حقها، لأنها ببساطة هى صدر وظهر العرب، ثم أن مصر هى المكان الأعظم للاستثمارات، وبها العقول والكوادر والسوق والأرض والفرص الواعدة"، وبهذه الخلفية تدافع المئات من المصريين إلى مطار القاهرة لإلقاء نظرة الوداع على جثمانه الذى حملته الطائرة إلى بلاده.
هو امتداد لسلالة من الشخصيات العربية المرموقة وفى القلب منها أشقاؤنا فى الكويت، عشقت مصر منذ مرحلة جمال عبد الناصر، وظلت النظرة إليها عروبية رغم التقلبات السياسية، وكان والده نموذجا لذلك، فمنحه جمال عبد الناصر وسام الجمهورية من الطبقة الأولى، ورغم ما يحمله البيزنس من مخاطر فى حال اشتباكه مع السياسة، إلا أن الخرافى لم يكن يدفن رأسه فى الرمال فى موقفه من القضية الفلسطينية التى ظل يناصرها، وكذلك فى موقفه من المقاومة اللبنانية، رحم الله الفقيد، ودعوات لمصر بعوض مثله.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة