تقديرى بالغ للجلباب البلدى، وهو رمز من رموز الزى الوطنى المصرى، شاء من شاء وأبى من أبى، ولكن واقعة ظهور المشجع الذى هبط من مقاعد المتفرجين، إلى الملعب باستاد القاهرة مرتديا جلبابا بلديا، قبل نهاية مباراة الزمالك ونظيره الأفريقى التونسى فى بطولة الأبطال الأفريقية، ليقود الجماهير فى معركة حامية الوطيس، لا أملك إلا أن أطلق عليها "موقعة الجلابية".
تتشابه "موقعة الجلابية" مع المعارك التى شهدتها مصر خلال الأيام القليلة الماضية، فى غرابة مشاهدها، وليس سير أحداثها، مع معركة الجمل وغزوة الصناديق، وتركتنى لا أملك إلا أن أحمل على أكتافى أجولة الدهشة، وأسير بها فى شوارع مصر المكفهرة باحثا عن إجابة شافية، عن عبقرية المخططين لمثل هذه المعارك.
موقعة الجلابية زجت باسم الكابتن إبراهيم حسن المدير الإدارى لفريق الزمالك الذى أدلى بتصريحات مفادها أنه سيسمح للجماهير الزملكاوية بنزول الملعب مثلما فعلت الجماهير فى تونس، وهو تصريح غير مسئول ويسىء للشعب المصرى إساءة بالغة، خاصة وأن الأمر لا يتجاوز كونه مباراة فى لعبة كرة قدم، لابد لها من فائز ومغلوب، وليست موقعة حربية ندافع فيها عن ترابنا ومقدراتنا، وعرضنا.
إبراهيم حسن وشقيقه حسام، وكعادتهما طوال تاريخهما فى الملاعب، استدعيا من مخزون تراث الخروج عن الشرعية، والإساءة للشعب المصرى، وكأنهما دولة داخل الدولة، يعملان لمصلحة أنفسهما دون الوضع فى الاعتبار مصلحة الوطن، والعلاقات القوية التى تربط بين تونس ومصر، والتى تجلت بقوة عندما استقبل التونسيون أشقاءهم المصريين الفارين من أتون القذافى.
الحقيقة أن الكيل طفح بنا كمصريين من تصرفات آل حسن المسيئة لشعب بأكمله، ويجب وضع حد عاجل لتصرفاتهما، فلا خوف اليوم فى مواجهة تجاوزاتهما التى بلغت الحلقوم، للدرجة التى وصلت إلى تهديد زميل صحفى بالقتل لأنه تجرأ وانتقد حسام العبقرى، فى تغييراته بالمباراة الأولى مع الأفريقى والتى انتهت بهزيمة قاسية لفريقه.
تورط إبراهيم حسن فى معركة الجلابية، يضيف اسما كبيرا وشهيرا فى ملاعب الساحرة المستديرة، بجانب الأسماء الأخرى الشهيرة فى ملاعب السياسة والبيزنس، والتى تملأ صورها شوارع مصر من أقصاها إلى أقصاها، من المتورطين فى معارك وغزوات "الجمل والصناديق"، ولك الله يا مصر.