تلقيت رسالة من اللواء أركان حرب متقاعد صلاح خيرى، موجهة منه إلى العقيد معمر القذافى، والذى يعرف القذافى شخصياً بحكم أنه كان أول قائد للبعثة العسكرية للصاعقة المصرية فى ليبيا نهاية شهر سبتمبر عام 1969، ومن خلال هذه المهمة تعرف كثيراً على طبيعة الشعب الليبى، كما يعرف القيادات الليبية العسكرية، وكشف مخططاً انقلابياً ضد القذافى عام 1969، ومن خلال هذه المعرفة يقدم اللواء صلاح خيرى اقتراحا بحل الأزمة، وإلى نص الرسالة التى تلقيتها من الضابط المصرى الذى خاض حروب مصر السابقة، وقدم فيها بطولات رائعة.. وأترك اللواء صلاح خيرى مع رسالته:
"ترددت كثيرا قبل مخاطبتك، ولكن بعد أن رأيت نزيف دماء الشهداء والجرحى الأبرياء من أبناء الشعب الليبى الشقيق (الشقيق يقتل شقيقه)، فضلاً عن تدخل قوات التحالف الأجنبى لاستكمال تدمير الأهداف الاستراتيجية ومقدرات الشعب الليبى والقوات المسلحة الليبية، ويتصاعد القصف الأجنبى على مراحل، وسيكون المرحلة النهائية هو قصف مركز قيادة ومقر قائد الثورة الليبية للقضاء على رأس النظام وأسرته.
يضيف اللواء صلاح خيرى موجها حديثه إلى العقيد معمر القذافى: رجعت بذاكرتى منذ أكثر منذ أكثر من 41 عاما عندما كلفنى الزعيم الخالد جمال عبد الناصر فى وجود الفريق أول محمد فوزى وزير الحربية، بقيادة قوات من الصاعقة المصرية التى أمر بإرسالها إلى ليبيا بهدف إنشاء مدرسة الصاعقة وقوات الصاعقة الليبية فى ضاحية بنينة ببنغازى، وتذكرت ما قاله لى الزعيم جمال عبد الناصر بأنه علينا أن نعمل من أجل أن تكون ثورة ليبيا عام 1969 داعمة للأمة العربية فى تحقيق آمالها من المحيط إلى الخليج.
يواصل اللواء صلاح خيرى مخاطباً القذافى: رجعت بذاكرتى إلى 41 عاماً عندما حاول وزير الحربية المقدم آدم حواز ووزير الداخلية المقدم موسى أحمد بالقيام بأول انقلاب عسكرى ضد ثورتكم فى شهر ديسمبر عام 1969، وذلك بمقر قيادة الصاعقة، وقبل تحرك قوات الانقلاب من معسكر قار يونس ببنغازى بساعات قليلة، قمت بالإسراع بإبلاغ الملحق العسكرى المصرى والسفير المصرى ببنغازى بموعد الانقلاب وأسماء القادة والضباط المشتركين فيه، وقاما بدورهما بإبلاغك (العقيد القذافى) بطرابلس والرائد مصطفى الخروبى ببنغازى، والذى قام بمعاونة قوة من الشرطة العسكرية الليبية بالقبض على المجموعة الانقلابية بمكتب وزير الحربية آدم حواس والقضاء على الانقلاب فى الحال.
ويضيف اللواء صلاح خيرى: كل ذلك جعلنى أكتب إليك، وأطلب منك وأناشدك وأهيب بك أن تضع مصلحة ليبيا فوق الجميع، وأن تتخذ القرار الوطنى والثورى الهام فورا ممتثلا بالزعيم الخالد جمال عبد الناصر بعد هزيمة يونيه 1967، وأن تقوم بإعلانك التخلى عن قيادة ليبيا، وتسليمها إلى الليبيين من شيوخ وقبائل وزعماء سياسيين، وهذا القرار الحكيم سيحقق كل الخير لليبيا ولك شخصيا.
وسيؤدى ذلك إلى ثلاث فوائد مهمة وهى "إيقاف نزيف دماء الشهداء والجرحى وتجنب الصراع بين أبناء الوطن الواحد ومنع الحرب الأهلية، والحفاظ على وحدة الشعب الليبى وحماية ممتلكاته ومقدراته وتوفير الاستقرار والأمن له، وثالثا إنهاء مهمة قوات التحالف الأجنبى، وإيقاف التدمير الذى تلحقه بالبلاد وأخذ ثمن ذلك من الشعب الليبى.
ويناشد اللواء صلاح خيرى المجلس الوطنى الليبى رئيسه وأعضاءه، وأيضا أخاه وصديقه وزميل السلاح والصاعقة اللواء عبد الفتاح يونس، قائلا:
ـ ساعدوا الأخ العقيد القذافى لاتخاذ هذه القرار
_ تحقيق الخروج الآمن له ولأسرته من ليبيا
_ الاتفاق بين أبناء الوطن الواحد فى جو من المصالحة والتعاون والتسامح والإخاء لتوفير الأمن والاستقرار لليبيا.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
المبروك
الله يجازيك