غادة عبود

الشرخ الجواني

الإثنين، 16 مايو 2011 07:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شارع أبو الفدا الساعة 6 مساء
راندة: هو احنا آخر مرة جينا هنا كانت إمتى؟
غادة: قبل أبراج ساويرس ما تتبنى....
راندة: ياااه دى السنين عدت بسرعة قوى!!! فاكرة لمّا كنّا هنا، وكنتى بتقولى إنك لمّا تتخرجى هتقعّدى أوبرا وينفرى فى البيت و تكسبى أوسكار لأحسن سيناريو؟!!

غادة: مش فاهمة إيه مناسبة كيد النسا ع المسا..بس الحمدلله الوازع الدينى عندى زاد وفهمت إن السعى فى قطع أرزاق الناس حرام!! و بعدين مسير أى حد كدة كدة يقعد فى البيت، إيه لازمتها آخد طيارة 15 ساعة عشان أقطّع ع الناس، وانا أصلاً عندى فوبيا الطيارات.

راندة: هيء.... غريبة ازاى الزمن بيعلّمنا نتنازل عن أحلامنا....أنا فاكرة لمّا كنا هنا آخر مرّة قعدت أقول نفسى فى يخت و جاغوار.... دلوقتى كل الأفكار دى دابت و تلاشت. عارفة؟ أنا نفسى فى حاجة واحدة بس دلوقتي.... نفسى أبقى أى حد غير راندة!!! نفسى أبقى أى حد عنده كرامة!!!! نفسى آخد حقى و أحس إنى بنى آدمة تاني!!!!

غادة: طب ليه ما روحتيش التحرير و قلتى الكلام ده؟ تيجى نروح دلوقتي؟
راندة: تصدقى فكرة!!! أروح التحرير و اهتف و معايا الناس كلها "يسقط كريم!!! الموت لكريم!!!" و احرق صوره قدام كل الناس!!!!! و اطلب 200 جلدة و إعدام!!! واعمل زار "ارحل!!! ارحل!!!"

غادة: كريم مين؟ هو كان فيه مسؤول اسمه كريم؟ و صور أيه اللى عندك اللى هترقيها؟ و جلد!! فيه إيه؟

راندة (فى انفعال): عارفة نفسى أبقى مين؟ نفسى أبقى نادية الجندي!! آه نادية الجندى بعد ما حد يظلمها فى الفيلم، فى فحيح حقدها و توعدها، باستمتاعها بممارسة تعذيبها و انتقامها!!! أنا عندى كرامة لازم انتقملها!!!! قومى معايا ع التحرير.

غادة: حبيبتى أنا معاكى و كل و حاجة، بس هو اسمه ميدان "التحرير" ، مش ميدان "الجُرس." مجتمعاتنا قدرت تتّك ع الجرح السياسى و تصرخ و تعترض سياسياً. لكن ده مش معناه إن مفاهيم المجتمع اتغيرت!!!. بالنسبة لهم لسّة حد زيّك مش أكثر من واحدة فلتانة. لا تحترم العُرف الإجتماعى الذى لا مكان فيه للحب، بس فيه مكان للزواج و الألاعيب التى تسبقه!!! إحنا لسّه مجتمع مزدوج!!! هيعملوا منّه بطل، و واد مخلّص. و انتى إنسى إن حد يقبل يرتبط بيكى تاني!!! و و هيعملوا منّك "ساقطة الجيل"!!!

راندة (تبكى فى يأس): و ده يرضى مين ده يا ربي!!! ربنا عارف إن مشاعرى طاهرة و نيّتى كانت صافية لوجه الله. إزاى بس الخير يكون مقابله شر و إهانة؟ و جرح ما ينفعش يدّاوى!!!! طب غادة لو سمحتى تكلميه... قوليلى له إن إهانته ما ترضيش ربنا... حرام عليه!!!
غادة: راندا!!! انتى عارفة كويّس إنى دُربش، و معنى انفعالك ده، إنك لسّة متمسّكة بيه... كمان انتى عارفة إن غصبن عني، الرجالة بيلاقونى مستفزة، فممكن جداً يقدّم فينا بلاغ للنائب العام و نتحاكم!!! ساعتها هتقولى إنو أنا اللى خربت عليكي!!!!

راندة (تبكى فى انكسار أكبر): أنا مش لاقية حد يقف جنبي...طول عمرى ماليش حد... عشان كدة أول ما لقيت إيد حنيّنة تتمدّلي، جريت عليه...

غادة: حنيّنة؟!!! هاتى ياختى التليفون، هاتي.. آلو.. كريم؟ أنا غادة فاكرني؟
كريم(صوت له هدوء شيطان متمكّن، يسرى له فى ظهرك قشعريرة): أهلاً..هيء! طبعاً بتتكلّمى عشان صاحبتك... طبعاً قالتلك إنها جابتلى هديّة بمناسبة 3 سنين حب و إخلاص.. و تانى يوم لاقيتنى داخل الكافيه معايا واحدة تانية.. و طنّشت صاحبتك.. و هات ياحب عينى عينك و كأنها هوا...

غادة (أستغرب هذا البجاحة و المفاخرة بالدنو الأخلاقي..أستغرب أيضاً هدوءه و كبره الذى يجعل من فرعون موسى غلبان!! الواد ده أكيد برج الجدي!): هو أنا كنت فاكراك هتنكر، كنوع من الإعتذار أو تقدير لمشاعر واحدة حبّتك لشخصك مش لإمكانياتك. بس كويس إنك صريح عشان نقدر نتفاهم، إنت عارف راندة بتحبّك لدرجة إن كل أملها إنك تقدّرها و تحافظ عليها عشان...

كريم (يقاطعنى و يستطرد كأنه يستعرض بيت شعر غير عابئ بما أقول): أنا بحب الستات قوي...عارفة؟ بقدّر الستات كلّهم الطويلة و القصيرة و الشقرا و السمرا...طب أقولك حاجة؟ أنا مصاحبها و مصاحب عليها 12!!!!!!

ضحكة رقيعة تأتى من جانبه، يتبعها صوت له مفاعلات أنثى الأسد تقول: أيه ده يا بيبي؟ و انا؟؟؟
كريم يضحك و يكمل: خلّيهم 13!!!!!
غادة (وقد بدأ الصوت يحتد و لكن يحاول أن يتماسك): اللى بتقوله ده ظلم!!! إنت عارف كويّس إن ال 13 اللى انت فرحان بيهم دول، عايزين منّك إيه بالظبط!!!! دى مصلحة رخيصة!! و بعدين ربنا ما يرضاش..
يقاطعنى فى ثبات: بصى كلام ربنا ده خلّيه ليكى و لصاحبتك..أنا وجودى نظرية الأديان دى مش بتاعتي. أنا..
غادة: و الله مدام انت مش مؤمن بربنا، يبقى ما تاكلش من رزقه اللى بيبعتهولك!!! رزق ربنا اللى قدرت تدفع بيع العربية و حساب الهوانم يا أستاذ... حتى الوجودية اللى بتلغى الأديان، لا تبرر الظلم ولا الاعتداء على كرامة الناس!! صحيح راندة مغفّلة، بس انت ظالم! و كما تدين تدان..بكرة الأيام تلف و مسيرك تتكسر!! ساعتها مش هتلاقى حد جنبك..لأنك قررت تبيع أى حد إداك حب حقيقي...باي!!
غادة: راندة!!! الموضوع ما بقاش موضوعك لوحدك.. الظالم لازم يدفع ثمن ظلمه من الأول و إلا هيستبد أكثر و فى ناس كتير تتأذى منّه...يالاّ أنا هقلع جزمتى و انتى اعملّى زيّيي.. تعالي.. خدى التراب ده حطى على وشك زى ما انا بحط على وشى كلّه..
راندة: إحنا رايحين السيدة نفيسة؟
غادة: قبل السيدة نفيسة.. هنعمل مشوار صغيّر. شايفة الشارع اللى على ناصيته السيّارة السودة؟ ده الشارع اللى فيه بيت نادية الجندي!!!!!
راندة: نادية الجندي؟!
غادة (أصرخ): أيوة نادية الجندي!!! هنرجّع الملكة من المنفى و نهز عرش المهندسين... يالاّ صوّتى معايا.
راندة و غادة تصرخان: " جايّينلك يا نجمة الجناهيييييرر...ياللى مرمطت الإسرائليين فى تل أبييييب.... خصيمك النبى ما تردّيناااااااا..... يا قاهرة الظلمة!!!! و ملبّساهم الطرح يا حبيبيتيييي!!!!!! إلحقييييييييييييينااااااااااااااااااااااا
النهاية








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة